اسم الکتاب: اسباب النزول
المؤلف: ابی الحسن علی بن احمد الواحدی النیسابوری
الجزء: ۱
الصفحة: ۲۶۳
فَنَاجَاهُ طَوِیلًا ثُمَّ ارْتَفَعَ نَحِیبُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ - بَاکِیًا، فَبَکَیْنَا لِبُکَاءِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ إِنَّهُ أَقْبَلَ إِلَیْنَا فَتَلَقَّاهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ: یَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الَّذِی أَبْکَاکَ؟ فَقَدْ أَبْکَانَا وَأَفْزَعَنَا! فَجَاءَ فَجَلَسَ إِلَیْنَا فَقَالَ: "أَفْزَعَکُمْ بُکَائِی؟ " فَقُلْنَا: نَعَمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: "إِنَّ الْقَبْرَ الَّذِی رَأَیْتُمُونِی أُنَاجِی فِیهِ قَبْرُ آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ، وَإِنِّی اسْتَأْذَنْتُ رَبِّی فِی زِیَارَتِهَا فَأَذِنَ لِی فِیهِ وَاسْتَأْذَنْتُ رَبِّی فِی الِاسْتِغْفَارِ لَهَا فَلَمْ یَأْذَنْ لِی فِیهِ"، وَنَزَلَ: {مَا کَانَ لِلنَّبِیِّ وَالَّذِینَ آمَنُوا أَنْ یَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِکِینَ} حَتَّى خَتَمَ الْآیَةَ {وَمَا کَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِیمَ لِأَبِیهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِیَّاهُ} "فَأَخَذَنِی مَا یَأْخُذُ الْوَلَدَ لِلْوَالِدَةِ مِنَ الرِّقَّةِ، فَذَلِکَ الَّذِی أَبْکَانِی". قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَا کَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِیَنْفِرُوا کَافَّةً} {122} . قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِی رِوَایَةِ الْکَلْبِیِّ: لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى عُیُوبَ الْمُنَافِقِینَ لِتَخَلُّفِهِمْ عَنِ الْجِهَادِ قَالَ الْمُؤْمِنُونَ: وَاللَّهِ لَا نَتَخَلَّفُ عَنْ غَزْوَةٍ یَغْزُوهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ - وَلَا سَرِیَّةٍ أَبَدًا، فَلَمَّا أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ - بِالسَّرَایَا إِلَى الْعَدُوِّ نَفَرَ الْمُسْلِمُونَ جَمِیعًا وَتَرَکُوا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ - وَحْدَهُ بِالْمَدِینَةِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآیَةَ.
|