اسم الکتاب: اسباب النزول
المؤلف: ابی الحسن علی بن احمد الواحدی النیسابوری
الجزء: ۱
الصفحة: ۳۶۷
قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: لَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ شَقَّ ذَلِکَ عَلَى قُرَیْشٍ وَفَرِحَ الْمُؤْمِنُونَ، قَالَ الْوَلِیدُ بْنُ الْمُغِیرَةِ لِلْمَلَأِ مِنْ قُرَیْشٍ وَهُمُ الصَّنَادِیدُ وَالْأَشْرَافُ: امْشُوا إِلَى أَبِی طَالِبٍ، فَأَتَوْهُ، فَقَالُوا لَهُ: أَنْتَ شَیْخُنَا وَکَبِیرُنَا قَدْ عَلِمْتَ مَا فَعَلَ هَؤُلَاءِ السُّفَهَاءُ، وَإِنَّا أَتَیْنَاکَ لِتَقْضِیَ بَیْنَنَا وَبَیْنَ ابْنِ أَخِیکَ، فَأَرْسَلَ أَبُو طَالِبٍ إِلَى النَّبِیِّ - صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ - فَدَعَاهُ فَقَالَ لَهُ: یَا ابْنَ أَخِی هَؤُلَاءِ قَوْمُکَ یَسْأَلُونَکَ ذَا السَّوَاءِ فَلَا تَمِلْ کُلَّ الْمَیْلِ عَلَى قَوْمِکَ، فَقَالَ: "وَمَاذَا یَسْأَلُونِی؟ " قَالُوا: ارْفُضْنَا وَارْفُضْ ذِکْرَ آلِهَتِنَا وَنَدَعُکَ وَإِلَهَکَ، فَقَالَ النَّبِیُّ - صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ - "أَتُعْطُونِی کَلِمَةً وَاحِدَةً تَمْلِکُونَ بِهَا الْعَرَبَ وَتَدِینُ لَکُمْ بِهَا الْعَجَمُ؟ " فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: لِلَّهِ أَبُوکَ لَنُعْطِیَنَّکَهَا وَعَشْرَ أَمْثَالِهَا، فَقَالَ النَّبِیُّ - صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ - "قُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ"، فَنَفَرُوا مِنْ ذَلِکَ، وَقَامُوا فَقَالُوا: أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا، کَیْفَ یَسَعُ الْخَلْقَ کُلَّهُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ؟! فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِیهِمْ هَذِهِ الْآیَاتِ إِلَى قَوْلِهِ: {کَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ} .
|