اسم الکتاب: اسباب النزول
المؤلف: ابی الحسن علی بن احمد الواحدی النیسابوری
الجزء: ۱
الصفحة: ۳۹۶
فَأَنْزَلَ اللَّهُ تبارک وتعالى: {یَا أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاکُمْ مِنْ ذَکَرٍ وَأُنْثَى} یَعْنِی أَنَّکُمْ بَنُو أَبٍ وَاحِدٍ وَامْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ، وَأَرَاهُمْ فَضْلَ التَّقْوَى بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّ أَکْرَمَکُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاکُمْ} (1) - قَوْلُهُ تَعَالَى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا} الْآیَةَ {14} . نَزَلَتْ فِی أَعْرَابٍ مِنْ بَنِی أَسَدِ بْنِ خُزَیْمَةَ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ - الْمَدِینَةَ فِی سَنَةٍ جَدْبَةٍ فَأَظْهَرُوا الشَّهَادَتَیْنِ وَلَمْ یَکُونُوا مُؤْمِنِینَ فِی السِّرِّ، وَأَفْسَدُوا طُرُقَ الْمَدِینَةِ بِالْعُذُرَاتِ وَأَغْلُوا أَسْعَارَهَا، وَکَانُوا یَقُولُونَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ - أَتَیْنَاکَ بِالْأَثْقَالِ وَالْعِیَالِ وَلَمْ نُقَاتِلْکَ کَمَا قَاتَلَکَ بَنُو فُلَانٍ، فَأَعْطِنَا مِنَ الصَّدَقَةِ، وَجَعَلُوا یَمُنُّونَ عَلَیْهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِیهِمْ هَذِهِ الْآیَةَ.
(1) - أخرج ابن المنذر والطبرانی وابن مردویه (فتح القدیر: 5/69) عن عبد الله بن أبی أوفى أن ناسا من العرب قالوا: یا رسول الله, أسلمنا ولم نقاتلک کما قاتلک بنو فلان, فأنزل الله: (یَمُنُّونَ عَلَیْکَ أَنْ أَسْلَمُوا) الآیة ولم یعیّن الناس. حسّنه السیوطی (لباب النقول: 199) , وقد وردت روایات بتعیینهم, فأخرج النسائی والبزار وابن مردویه (فتح القدیر: 5/69) عن ابن عباس رضی الله عنهما أنهم بنو أسد, وإسناده صحیح (تفسیر ابن کثیر: 4/219) إلا أن فی سماع أبی عون من سعید بن جبیر کلام (تهذیب التهذیب: 9/322 - رقم: 532) , ویشهد له: * ما أخرجه ابن جریر (26/89) عن مجاهد مثله.
|