اسم الکتاب: مروج الذهب و معادن الجوهر - المجلد ۱
المؤلف: علی بن الحسین المسعودی
الجزء: ۱
الصفحة: ۵۷
رأى غیر ذلک، فأتاه جبریل فعلَّمه دینه، واصطفاه الله نبیاً وخلیلًا. وکان قد أوتی رُشْدَه من قبل، ومن أوتی رشده فقد عصم من الخطأ والزلل وعبادة غیر الواحد الصمد، فعاب إبراهیم علیه السلام على قومه ما رأى من عبادتهم واتخاذهم المجوفات آلهة لهم، فلما کثر علیهم ذم إبراهیم لآلهتم، واستفاض ذلک فیهم اتخذ النمروذ النار وألقاه فیها، فجعلها الله بَرْداً وسلاماً، وخمدت النار فی سائر بقاع الأرض فی ذلک الیوم.
مولد اسماعیل بن ابراهیم:
وولد لإبراهیم إسماعیل علیهما السلام، وذلک بعد أن مضى من عمره ست وثمانون سنة أو سبع وثمانون سنة وقیل: تسعون سنة، من هاجَرَ جاریة کانت لسَارَةَ، وکانت سَارَةُ أول من آمن بإبراهیم علیه السلام، وهی ابنة بتوایل بن ناحور، وهی ابنة عم إبراهیم، وقد قیل غیر هذا مما سنورده بعد هذا الموضع، وآمن به لوط بن هاران بن تارح بن ناحور، وهو ابن أخی إبراهیم علیه السلام.
أصحاب المؤتفکة:
وأرسل الله لوطاً إلى المدائن الخمس، وهی: سدوم، وعمورا، وأدموتا، وصاعورا، وصابورا، وإن قوم لوط هم أصحاب المؤتفکة، وهذا الاسم مشتق من الإفک، وهو الکذب على رأی من ذهب إلى الاشتقاق، وقد ذکرهم الله فی کتابه بقوله: والمؤتفکة أهوى وهذه بلاد بین تُخُوم الشام والحجاز مما یلی الأردن وبلاد فلسطین، إلا أن ذلک فی حیز الشام، وهی مُبَقّاة إلى وقتنا هذا، وهو سنة اثنتین وثلاثین وثلثمائة خراباً لا أحد بها والحجارة المُسَوَّمة موجودة فیها یراها الناس السُّفَّار سَوْدَاء بَرَّاقَةَ، فأقام فیهم لوط بضعاً وعشرین سنة یدعوهم إلى الله فلم یؤمنوا، فأخذهم العذاب على حسب ما أخبر الله من شأنهم.
|