|
اسم الکتاب: شرح نهج البلاغة - المجلد ۱
المؤلف: ابن ابی الحدید
الجزء: ۱
الصفحة: ۴۳
الأقدم و هذا کله إطالة و تضییع للزمان من غیر فائدة و لو أخذنا بشرح [1] مثل ذلک لوجب أن نشرح لفظة أما المفتوحة و أن نذکر الفصل بینها و بین إما المکسورة و نذکر هل المکسورة من حروف العطف أو لا ففیه خلاف و نذکر هل المفتوحة مرکبة أو مفردة و مهملة أو عاملة و نفسر معنى قول الشاعر أبا خراشة أما کنت ذا نفر # فإن قومی لم تأکلهم الضبع [2] . بالفتح و نذکر بعد لم ضمت إذا قطعت عن الإضافة و لم فتحت هاهنا حیث أضیفت و نخرج عن المعنى الذی قصدناه من موضوع الکتاب إلى فنون أخرى قد أحکمها أربابها (1) - . و نبتدئ الآن فنقول قال لی إمام من أئمةاللغةفی زماننا هو الفخار بکسر الفاء قال و هذا مما یغلط فیه الخاصة فیفتحونها و هو غیر جائز لأنه مصدر فاخر و فاعل یجیء مصدره على فعال بالکسر لا غیر نحو قاتلت قتالا و نازلت نزالا و خاصمت خصاما و کافحت کفاحا و صارعت صراعا و عندی أنه لا یبعد أن تکون الکلمة مفتوحة الفاء و تکون مصدر فخر لا مصدر فاخر فقد جاء مصدر الثلاثی إذا کان عینه أو لامه حرف حلق على فعال بالفتح نحو سمح سماحا و ذهب ذهابا اللهم إلا أن ینقل ذلک عن شیخ أو کتاب موثوق به نقلا صریحا فتزول الشبهة (2) - و العصم جمع عصمة و هو ما یعتصم به (3) - و المنار الأعلام واحدها منارة بفتح المیم (4) - و المثاقیل جمع مثقال و هو مقدار وزن الشیء تقول مثقال حبة و مثقال قیراط و مثقال دینار و لیس کما تظنه العامة أنه اسم للدینار خاصة فقوله مثاقیل الفضل أی زنات الفضل و هذا من باب الاستعارة (5) - و قوله تکون إزاء لفضلهم أی مقابلة له و مکافأة بالهمز من کافأته أی جازیته (6) - و کفاء بالهمز و المد أی نظیرا (7) -
[1] کذا فی ج، و هو الصوب، و فی باقى الأصول: «لشرح» . [2] البیت لعباس بن مرداس السلمى، و أبو خراشة کنیة خفاف بن ندبة- (اللسان 8: 183) . |
|