تحمیل PDF مشخصات کتاب فهرست کتاب  تصویر کتاب  دانلود تصویر
«« اولین صفحه    « صفحه قبل   الجزء:    صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
اسم الکتاب: إحياء علوم الدين - المجلد ۱    المؤلف: ابو حامد الغزالی    الجزء: ۱    الصفحة: ۲۹   

أنها شرعیة و تکون مذمومة،فتنقسم إلى المحمودة و المذمومة.أما المحمودة فلها أصول و فروع و مقدّمات و متممات،و هی أربعة أضرب:

الضرب الأول:الأصول

-و هی أربعة:کتاب اللّٰه عز و جلّ،و سنة رسوله علیه السلام،و إجماع الأمة،و آثار الصحابة.و الإجماع أصل من حیث إنه یدل على السنة،فهو أصل فی الدرجة الثالثة ،و کذا الأثر،فإنه یدل على السنة ،لأن الصحابة رضى اللّٰه عنهم قد شاهدوا الوحی و التنزیل،و أدرکوا بقرائن الأحوال ما غاب عن غیرهم عیانه،و ربما لا تحیط العبارات بما أدرک بالقرائن،فمن هذا الوجه رأى العلماء الاقتداء بهم و التمسک بآثارهم،و ذلک بشرط مخصوص على وجه مخصوص عند من یراه،و لا یلیق بیانه بهذا الفن

الضرب الثانی:الفروع

-و هو ما فهم من هذه الأصول لا بموجب ألفاظها بل بمعان تنبه لها العقول فاتسع بسببها الفهم حتى فهم من اللفظ الملفوظ به غیره،کما فهم من

قوله علیه السلام: «لا یقضی القاضی و هو غضبان» [1]أنه لا یقضى إذا کان حاقنا أو جائعا أو متألما بمرض .و هذا على ضربین:أحدهما یتعلق بمصالح الدنیا و یحویه کتب الفقه، و المتکفل به الفقهاء و هم علماء الدنیا.و الثانی ما یتعلق بمصالح الآخرة و هو علم أحوال القلب و أخلاقه المحمودة و المذمومة،و ما هو مرضى عند اللّٰه تعالى،و ما هو مکروه،و هو الذی یحویه الشطر الأخیر من هذا الکتاب،أعنى جملة کتاب إحیاء علوم الدین،و منه العلم بما یترشح من القلب على الجوارح فی عباداتها،و عاداتها،و هو الذی یحویه الشطر الأول من هذا الکتاب

و الضرب الثالث:المقدمات

-و هی التی تجرى منه مجرى الآلات:کعلم اللغة و النحو، فإنهما آلة لعلم کتاب اللّٰه تعالى و سنة نبیه صلى اللّٰه علیه و سلم،و لیست اللغة و النحو من العلوم الشرعیة فی أنفسهما،و لکن یلزم الخوض فیهما بسبب الشرع،إذ جاءت هذه الشریعة بلغة العرب،و کل شریعة لا تظهر إلا بلغة فیصیر تعلم تلک اللغة آلة.و من الآلات علم کتابة الخط،إلا أن ذلک لیس ضروریا ،إذ کان رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و سلم[2]أمّیّا.و لو تصور


«« اولین صفحه    « صفحه قبل   الجزء:    صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
 تحمیل PDF مشخصات کتاب فهرست کتاب  تصویر کتاب  دانلود تصویر