|
اسم الکتاب: نكت النهاية - جلد ۱
المؤلف: المحقق الحلي
الجزء: ۱
الصفحة: ۱۰۲
فأدرك هؤلاء ضرورة التحرك السريع لدرء الخطر المقبل، و امتصاص ضراوة التتار و نقمتهم، و العمل على دفع هجوم التتار من سائر بقاع العراق، و لا سيما المراكز الدينية منها. و كان الناس من بعد ما سمعوا فروا من المدينة إلى المناطق النائية ليسلموا بأنفسهم و ما يمكن نقله من أموالهم. فاستقر رأي علماء الشيعة و علماؤها في الحلة على أن يكتبوا إلى هولاكو كتابا يطلبون منه الأمان للحلة و ما والاها من المناطق. الوفد الأول: يقول العلامة الحلي- (رحمه الله)- في كتابه «كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين»: لما وصل السلطان هولاكو إلى بغداد قبل أن يفتحها هرب أكثر الحلة إلى البطائح إلا القليل، فكان من جملة القليل والدي- (رحمه الله)- و السيد مجد الدين بن طاوس و الفقيه ابن ابي العرفاء، اجتمع رأيهم على مكاتبة السلطان بأنهم مطيعون داخلون تحت الإيلية، و أنفذوا به شخصا أعجميا، فأنفذ السلطان إليهم فرمانا مع شخصين أحدهما يقال له: نكلة، و الآخر يقال له: علاء الدين، و قال لهما: قولا لهم: إن كانت قلوبكم كما وردت به كتبكم تحضرون إلينا، فجاء الأميران فخافوا لعدم معرفتهم بما ينتهي الحال إليه. فقال والدي- (رحمه الله)-: إن جئت وحدي كفي؟ فقالا: نعم، فاصعد معهما. فلما حضر بين يديه و كان ذلك قبل فتح بغداد و قبل قتل الخليفة قال له: كيف قدمتم على مكاتبتي و الحضور عندي قبل أن تعلموا بما ينتهي اليه أمري و أمر صاحبكم؟ و كيف تأمنون أن يصالحني و رحلت عنه؟ فقال والدي: انما أقدمنا على ذلك لأنا روينا عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنه قال في خطبته: الزوراء، و ما أدراك ما الزوراء، أرض ذات أثل يشيد فيها البنيان، و تكثر فيها |
|