|
اسم الکتاب: نكت النهاية - جلد ۱
المؤلف: المحقق الحلي
الجزء: ۱
الصفحة: ۱۲۳
و كانت هذه الحالة في تجريد المتون العلمية من الإضافات و الزوائد تؤدي في الغالب إلى الإخلال بالجانب البياني. و «الشرائع» واحد من أهم المتون الفقهية، لكن المحقق الحلي- (رحمه الله)- أعطى للجانب البياني اهتماما خاصا في تدوين هذا الكتاب. و أول ما يأخذ الإنسان في هذا الكتاب جزالة الألفاظ مع الوجازة و الاختصار و قوة التعبير و متانة و استقامة اللغة و سلامتها، و كان القارئ يسرح النظر في متن من المتون الأدبية المعروفة، و ليس في متن فقهي لا تنقاد له اللغة إلا بمشقة و جهد، فاقرأ ما شئت من هذا الكتاب و أينما وقع، نظرك عليه تجد الجانب البياني يملأ العين و الذوق، و لا أحب أن أقتطع من الكتاب شاهدا على ذلك لأن الكتاب كله شاهد على ما أقول. على أن الكتاب كثير التفريعات و لعل هذا الكتاب بعد كتاب «المبسوط» للشيخ الطوسي أكثر الكتب الفقهية فروعا على أن «المبسوط» لا يعد متنا فقهيا. و لكن «الشرائع» من المتون. و جانب آخر لا ينبغي أن نهمله في دراسة هذا الكتاب هو بصر المؤلف بالفقه، فالمحقق الحلي يملك حسا مرهفا في فهم النص. و له اطلاع واسع بأقوال الفقهاء، و بين هذا و ذاك هو فقيه دقيق ثاقب النظر سليم الذوق سليم الاختيار، و ليس كتابه فقط خاليا من حشو الألفاظ و زوائده، و إنما يخلو كتابه أيضا من حشو المعاني و زوائده و من الاختيارات الضعيفة. و لعل هذه الميزات مجتمعة جعلت هذا الكتاب متنا فقهيا يولع فيه الأصحاب منذ أن ألفه المحقق الى اليوم كما يقول العلامة الطهراني [1]. شروح الفقهاء على «شرائع الإسلام»: أصبح هذا الكتاب- كما قلنا- محورا للافادة و الاستفادة و التحقيق و الشرح
[1] راجع الذريعة: 13- 47. |
|