مشخصات کتاب فهرست کتاب
«« اولین صفحه    « صفحه قبل   الجزء:    صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
اسم الکتاب: نكت النهاية - جلد ۱    المؤلف: المحقق الحلي    الجزء: ۱    الصفحة: ۹۸   

[الثاني] 2- إطلاق يد المماليك في شؤون الدولة:

بعد عصر هارون فقدت الخلافة السيطرة المركزية على أطراف البلاد الواسعة القريبة و البعيدة، و أخذت ترتفع أصوات المعارضة هنا و هناك، و لم يعد بإمكان الخليفة أن يحكم القبضة على شؤون البلاد المختلفة، و لكي لا يفقد جهاز الخلافة السيطرة على مساحة و نفوذ و سلطان الخلافة حاول الخلفاء أن يسدوا هذه الثغرة التي انفتحت على أمن الخلافة بالاستعانة بالمرتزقة من الموالي و المماليك الذين كانوا يعدون يومذاك مواطنين من الدرجة الثانية في المجتمع الإسلامي، فلجأ قصر الخلافة العباسية الى الاحتماء بهؤلاء المماليك و الموالي و استقدموا أعدادا كبيرة منهم الى مركز الخلافة، و أولوهم مراكز السلطة و السيادة في الجيش و الشرطة، و أطلقوا أيديهم في أمور الجيش و الشرطة و الأمن، ثمَّ في سائر شؤون الدولة.

و كثر عددهم حتى ضاق بهم الناس في بغداد أيام المعتصم العباسي، و ضاق الناس بهم ذرعا، و كثر شكوى الناس عنهم، فلم يجد الخليفة بدا من أن ينقل مركز حكومته و سلطانه من بغداد الى سامراء و استشرى أمر هؤلاء المماليك، و زاد نفوذهم و بأسهم في مركز الحكم و القوة في الدولة العباسية، و زاد في نفس الوقت أذاهم للناس و شكوى الناس منهم.

و رغم ذلك لم يتمكن الخليفة أن يصنع أكثر مما صنع من نقل مركز الخلافة من بغداد الى سامراء، و لم يستطع أن يجدد من نفوذ هؤلاء المماليك، و لا أن يمنع أذاهم عن الناس. و هل كان الخليفة العباسي يعجز حقيقة عن تحديد نفوذ هؤلاء المماليك الذي أمكنهم الخليفة من مركز حكمه و سلطانه بيده أم أنه كان بحاجة إليهم في توفير الحماية و الأمن للقصر فلم يشأ أن يسلب عنهم ما أولاهم من النفوذ و السلطان؟

قد يكون هذا أو ذاك، و قد يكون هذا و ذاك، و لكن الحقيقة الثابتة تأريخيا أن الخليفة العباسي لم يسلب من هؤلاء المماليك شيئا مما أولاهم من النفوذ و السلطان بعد أن ضاق الناس بهم ذرعا و كثر شكوى الناس منهم، و في القصة


«« اولین صفحه    « صفحه قبل   الجزء:    صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
مشخصات کتاب فهرست کتاب