|
اسم الکتاب: وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) - جلد ۱
المؤلف: الشهرستاني، السيد علي
الجزء: ۱
الصفحة: ۱۰۴
قال: قيل: نعم. قال: فما منعني أن أشرب منها حتّى أفطر على ماء البحر! قال: أنشدكم اللّٰه، هل علمتم أنّي اشتريت كذا و كذا من الأرض فزدته في المسجد؟ قيل: نعم. قال: فهل علمتم أحدا من الناس منع أن يصلّي فيه قبلي! قال: أنشدكم اللّٰه، هل سمعتم منّي .. فالخليفة و بتذكيره المسلمين هذه الأمور أراد الإشارة إلى قداسته، و أراد إبعاد نيران الثورة عنه. 5- إشغال الناس بالخلافات الفقهيّة و الفرعيّة، و ذلك دفعا لهم عن الخوض في ذكر مساوئ سياسته الماليّة و الإداريّة، و أنّ ابن عوف و ابن أبي وقّاص و عليّا و غيرهم من كبار الصحابة قد اهتمّوا بالفعل لمناقشة آراء الخليفة الجديدة و قد كلّفهم ذلك كثيرا من الجهد و الوقت. 6- من أكبر الدوافع و أعمقها في تغيير سياسة عثمان، هو التفاف بني أميّة حوله و ابتعاد كبار الصحابة من التعاون مع الخليفة، ممّا خلق لدى الخليفة فجوة واسعة و فراغا فقهيّا و عقائديّا لم يسدّ إلّا بالأمويين و مروان بن الحكم و كعب الأحبار. كانت هذه من أهم النقاط التي أفرغت الخليفة و الخلافة من محتواها و أبّهتها و قداستها، و حدت بالخليفة أن يلتزم آراء فقهيّة مغلوطة و سياسات غير منهجيّة، فكان نتاجها تخطّي سيرة الرسول و ترك العمل بالكتاب. عود على بدء بهذا. فقد عرفنا بأنّ النقمة على عثمان كانت تستبطن أمرا دينيّا، ملخّصه عدم عمل الخليفة بكتاب اللّٰه و سنّة نبيّه بل إحداث أمور لم تسنّ على عهد |
|