مشخصات کتاب فهرست کتاب
«« اولین صفحه    « صفحه قبل   الجزء:    صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
اسم الکتاب: وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم‌) - جلد ۱    المؤلف: الشهرستاني، السيد علي    الجزء: ۱    الصفحة: ۴۶   

لا يروي عنه (ص) الأحاديث الوضوئيّة الصحابة المكثرون؟

و من هنا- و طبقا لما ذكرناه- نقول قانعين: إنّ الاختلاف لم يدبّ بين المسلمين في تلك الحقبة من عصر الإسلام، بل نشأ في عهد الخليفة الثالث، الذي وردت عنه نصوص بيانيّة- تتجاوز الآحاد- في صفة وضوء النبيّ (ص). و لو دقّق الباحث اللبيب النظر فيها لرآها تتضمّن الكثير من الإشارات الدالّة على حدوث الاختلاف في زمنه.

أضف إلى ذلك أنّ عثمان كان يستغلّ كلّ الفرص المؤاتية ليري الناس وضوءه، و يحاول التأكيد عليه بشتى الأساليب- كما سترى [1].

و الآن لنتعرّف على البادئ بالخلاف، و هل أنّ وضوءه هو وضوء رسول اللّٰه؟

و كيف بدأ الشقّ في الصفّ الإسلاميّ، و لم؟

من هو البادئ بالخلاف؟

نرجع إلى بعض التساؤلات السابقة لتقريرها فنقول:

يفترض مبدئيّا كون الميل و الانحراف أو الخطأ في التفكير المستتبع للخطإ في السلوك العمليّ، إنّما ينتج عن هفوات و زلّات عامّة الناس، و يكون دور الحاكم في هذه الحال دور المقوّم و المصحّح لما يصدر من خطأ أو شذوذ في التفكير أو في المنهج العمليّ، حيث نرى الأمم في شتى مراحل تطوّرها تؤمّر على نفسها أو يتأمّر عليها من يتوخّى منه أن يقيم الأود و يشدّ العمد، و يحافظ على مسار الأمّة، و يدافع عن أفكارها و آرائها.

لكنّ الدلائل و المؤشّرات في نزاع الوضوء تقودنا إلى غير ذلك، لأنّ «الناس» المخالفين هذه المرّة هم من أعاظم الصحابة و فقهاء الإسلام [2]، و ليس فيهم من‌


[1] في الصفحات 58- 66 من هذا الكتاب.

[2] ستقف على أسمائهم في الصفحات 115 إلى 140.


«« اولین صفحه    « صفحه قبل   الجزء:    صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
مشخصات کتاب فهرست کتاب