مشخصات کتاب فهرست کتاب
«« اولین صفحه    « صفحه قبل   الجزء:    صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
اسم الکتاب: من هدى القرآن - جلد ۱    المؤلف: المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء: ۱    الصفحة: ۱۱۱   

التدبر والسياق القرآني‌

وللسياق دور كبير في بيان الواقع العلمي للقرآن والسبب أن القرآن، يلاحظ ارتباط آية بأخرى ملاحظة دقيقة. ولا تتلاحق الآيات ولا الكلمات داخل آية واحدة إلا بإحدى علاقتين: علاقة علمية أو تربوية.

العلاقة العلمية

القرآن يعكس واقع ارتباط حقيقة بأخرى فيذكرهما معاً فمثلا: يقول الله سبحانه فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ‌ [1]. إن علاقة الاستغفار من الذنب بتوحيد الله علاقة واقعية تفرضها حقيقة الربانية من جهة والعبودية من جهة ثانية. إذ إن العقيدة بأحدية الله توجب العقيدة بعبودية الفرد. وواضح أن العبد يجب أن يخضع لله.

وتماما مثل هذه العلاقة موجودة في قوله تعالى وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ‌ [2]. فعلاقة عبادة الله بتوحيده أمر واقعي من جهة أن على العبد مسؤولية العبادة لله الواحد.

وكذلك علاقة آيتين ببعضهما في مثل قوله سبحانه وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ [3]. فعلاقة الآية الأولى بالثانية ناشئة من وجود ارتباط بين صفات المنافقين. فهم من جهة ينمقون كلامهم وهم من جهة ثانية يفسدون في الأرض.


[1] محمد: 19.

[2] الانبياء: 25.

[3] البقرة: 205 204.


«« اولین صفحه    « صفحه قبل   الجزء:    صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
مشخصات کتاب فهرست کتاب