مشخصات کتاب فهرست کتاب
«« اولین صفحه    « صفحه قبل   الجزء:    صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
اسم الکتاب: نفائس التأويل - جلد ۱    المؤلف: السيد الشريف المرتضي    الجزء: ۱    الصفحة: ۱۹   

المقالة الثانية:

ذكرنا في ما مضى التأثير البالغ للعوامل البيئية في تربية الشخص. و يمكن البحث عن هذه العوامل في المحيط العائلي، و المجتمع، و الأصدقاء و الأقارب؛ فالسيّد المرتضى كان قد توفرت له تلك العوامل بشكل تام و كامل.

و من هذه العوامل يمكن أن نشير له إلى ما يلي:

1-لقد مرّ أن أسرة السيّد المرتضى سواء من جانب والده أو والدته كانت تمتاز بمكانتها الرفيعة حاملة لواء العلم و السياسة فهو و منذ أن فتح عينيه على الدنيا لم يلحظ إلاّ بيتا عامرا بالتقوى و الدين و العلم و الجهاد و النضال فمثل هذه البيئة-كما هو واضح-يمكن أن تلعب دورا بارزا في تربية الإنسان المستعدّ.

لكن ما ينبغي الإشارة إليه هنا هو أنّ هذه البيئة لا يمكنها لوحدها أن تكون كفيلة بتربية و تكامل و تقويم شخصية ما، بل ينبغي أن تتوفّر أرضية تربوية أخرى.

2-يظهر أنّ أهمّ أرضية كانت قد توفّرت للسيّد المرتضى و ساعدت في تطوره و تكامله هي البيئة الثقافية في مدينة بغداد. فهذه المدينة و رغم أنها كانت قد أنشأت لتكون حصنا[موقعا]عسكريا إلاّ أنها سرعان ما تحوّلت إلى مدينة ثقافية.

و كان علماء و كبار الشيعة قد لعبوا دورا مؤثّرا في تطوّر هذا المظهر الجديد لمدينة بغداد فقد كانوا إمّا من ساكني هذه المدينة من الأساس أو ممّن يتردّدون عليها و قد ورد في أحوال هشام بن الحكم الكلامي المعروف و الّذي كان من


ق-متوجّه عشية عرفة من سنة ثلاث و ثمانين هجرية، إلى مشهد مولانا أبي الحسن موسى بن جعفر، و أبي جعفر محمّد بن عليّ بن موسى عليهما السّلام، للتعريف هناك، فسألني عن متوجّهي فذكرت له إلى أين مقصدي، فقال لي: متى كان ذلك؟يعني أن جمهور الموسويين جارون على منهاج واحد في القول بالوقف، و البراءة ممّن قال بالقطع، و هو عارف بأن الإمامة مذهبي، و عليها عقدي و معتقدي، و إنّما أراد التنكيت لي، و الطعن على ديني، فأجبته في الحال بما اقتضاه كلامه، و استدعاه خطابه، و عدت و قد قوى عزمي، على عمل هذا الكتاب إعلانا لمذهبي، و كشفا عن مغيبي، و ردّا على العدوّ الّذي يتطلب عيبي، و يروم ذمّي و قصبي خصائص الأئمّة: 37 و 38.

غ


«« اولین صفحه    « صفحه قبل   الجزء:    صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
مشخصات کتاب فهرست کتاب