مشخصات کتاب فهرست کتاب
«« اولین صفحه    « صفحه قبل   الجزء:    صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
اسم الکتاب: نفائس التأويل - جلد ۱    المؤلف: السيد الشريف المرتضي    الجزء: ۱    الصفحة: ۳۸   

و من جملة ما نقل عن السيّد المرتضى في رفده للعلم و العلماء و الحثّ على اكتساب المعارف أنه كان قد وقف قرية من ممتلكاته لتهيئة مستلزمات صناعة الورق هذا أوّلا و ثانيا قيامه بتأسيس مكتبة قيّمة تحتوي على كتب قيّمة [1] .

و بهذا اسّس مجتمع علمي و تحقيقي و دراسي في مدينة الكرخ مع الشيخ المفيد ثمّ راحت العلوم و اتسعت المعارف في الكرخ و تضاعف عدد الدارسين في عهد السيّد المرتضى ليدخل المجتمع في عصر الشيخ الطوسي رحمه اللّه عليه مرحلة جديدة [2] .

إنّ ما مرّ يمثل جانبا للوضع السياسي و الاجتماعي لمدينة بغداد شيعتها و علمائها و الّذي نطلق عليه عنوان الانفتاح السياسي، و سنتحدث لاحقا عن موقف السيّد المرتضى قبال هذا الوضع و تأثيره على المنهج العلمي للسيّد المرتضى.

المقدمة الثانية: المذاهب العلميّة في عصر السيّد المرتضى‌

لقد ذكرنا سابقا أن بغداد كانت تمثل مركزا لاجتماع علماء بغداد الكبار من المذاهب الإسلاميّة المختلفة و كان البحث العلمي ينصبّ بنوع من الأنواع بينهم و بين علماء الشيعة، و في هذا الإطار سنشير إلى الاتجاهات العلميّة الأخرى الّتي هيمنت في مدن شيعية مهمّة من قبيل الري و قم ثمّ نتحدث في موقف المدرسة البغدادية و زعيمها المرتضى قبال المدارس المذكورة.


[1] تلخيص و تعريب من مقالات مؤتمر تكريم الشريف الرضي رحمه اللّه.

[2] إنّ ما يميّز الشيخ الطوسي عن أكابر العلماء في بغداد هو أنه أجرى جميع اطروحاته في العلوم الدينيّة المختلفة و قام بتأليف كتاب في كلّ علم من هذه العلوم. و كانت آرائه سببا لتغيير المنهجية الكلّية لهذه العلوم لدى الشيعة و من جملة ذلك حجّيّة الخبر الواحد و الّتي يمكن اعتبارها حدّ المدرسة الثانية لبغداد و العهد الجديد. فتأثير هذه النظرية يعد بمستوى يمكن أن يقال: (كما ذكر أحد الأساطين) : (أن العلماء إلى يومنا هذا ينبغي اعتبار هم مقلّدين للشيخ الطوسي) . فهذه النظرية هي جمع بين مدرسة بغداد و مدرسة قم؛ و من هذا المنطلق تجلّ المدرستين المذكورتين الشيخ الطوسي.


«« اولین صفحه    « صفحه قبل   الجزء:    صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
مشخصات کتاب فهرست کتاب