|
اسم الکتاب: منتهى المقال في أحوال الرجال - جلد ۱
المؤلف: الحائري، ابو علي
الجزء: ۱
الصفحة: ۷۷
فائدة: لا يخفى أنّ كثيرا من القدماء سيّما القميين و ابن الغضائري كانت لهم اعتقادات خاصة في الأئمة (عليهم السلام) بحسب اجتهادهم، لا يجوّزون التعدي عنها، و يسمون التعدي: غلوا و ارتفاعا، حتى أنّهم جعلوا مثل نفي السهو عن النبي (صلّى اللّه عليه و آله) غلوا، بل ربما جعلوا التفويض- المختلف فيه- إليهم، أو نقل خوارق العادات عنهم، أو الإغراق في جلالتهم، و ذكر علمهم بمكنونات السماء و الأرض ارتفاعا، أو مورثا للتهمة. و ذلك لأنّ الغلاة كانوا مختفين في الشيعة، و مخلوطين بهم، مدلّسين أنفسهم عليهم، فبأدنى شبهة كانوا يتّهمون الرجل بالغلوّ و الارتفاع، و ربما كان منشأ رميهم بذلك وجدان رواية ظاهرة فيه منهم، أو ادعاء أرباب ذلك القول كونه منهم، أو روايتهم عنه، و ربما كان المنشأ روايتهم المناكير، الى غير ذلك. و بالجملة الظاهر أنّ القدماء كانوا مختلفين في المسائل الأصولية، فربما كان شيء عند بعضهم فاسدا أو كفرا أو غلوّا، و عند آخرين عدمه، بل مما يجب الاعتقاد به، فينبغي التّأمل في جرحهم بأمثال الأمور المذكورة. و مما ينبه على ما ذكرنا ملاحظة ما سيذكر في تراجم كثيرة، و يأتي في إبراهيم بن عمر، و غيره، ضعف تضعيفات ابن الغضائري و في إبراهيم بن إسحاق و سهل بن زياد ضعف تضعيف أحمد بن محمّد بن عيسى، مضافا الى غيرهما من التراجم فتأمل [1].
[1] التعليقة: 8. |
|