مشخصات کتاب فهرست کتاب
«« اولین صفحه    « صفحه قبل       صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
اسم الکتاب: نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات)    المؤلف: السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء: ۱    الصفحة: ۳۹   

عملية فكرية، فهذا هو العلم الضروري. وإن كان متوقفاً عليه، بأن يتوسل بالمعلومات عنده إلى العلم به، فهذا هو النظري والكسبي، فلا يستطيع الإنسان حلّ المعادلات الجبرية بلا توسيط معلومات وتنظيمها على وجه صحيح.

هذا هو التعريف الواضح، وقد ذكر المتكلمون تعاريف أُخر[1] .

ونَزيد بياناً على ذلك بأنّ انقسام كل من التصور والتصديق إلى الضروري والكسبي، أمر يدركه الإنسان بالوجدان أولاً، وبالبرهان ثانياً. إذ لولاه لانغلق باب المعرفة، ولزم الدور والتسلسل، فإنّه إذا كان كل واحد من التصور والتصديق نظرياً، فإذا حاولنا تحصيل شيء منهما، فنحتاج إلى تصوّر وتصديق آخر هو أيضاً نظري مستند إلى غيره من التصورات أو التصديقات، فإمّا أن يدور الإستناد في مرتبة من المراتب أو يتسلسل إلى ما لا يتناهى، وكلاهما باطل وممتنع، فما يتوقف عليهما يكون باطلاً ممتنعاً. فيلزم أن لا يكون شيء من التصور أو التصديق حاصلاً لنا، وهو باطل جداً[2].

نظرة أُخرى في التقسيم

قال البغدادي: العلوم عندنا قسمان:

أحدهما: علم الله تعالى، وهو علم قديم، ليس بضروري ولا مكتسب، ولاواقع عن حسّ ولا عن فكر ونظر، وهو مع ذلك محيط بجميع المعلومات على التفصيل، يعلم بعلم واحد أزلي غير حادث .

وثانيهما: علوم الناس وسائر الحيوانات، وهي ضربان: ضروري ومكتسب.

ثم قال: العلم الضروري قسمان: علم بديهي، وعلم حسيّ، وعَدَّ


[1] لاحظ أُصول الدين، للبغدادي، (المتوفّى 429 هـ)، ص 8 ـ 9. وشرح المواقف للسيد الشريف الجرجاني (المتوفّى 816 هـ)، ج 1، ص 90 ـ 95، وقد ذكر تعريفاً للقاضي الباقلاني وناقش فيه .
[2] وقد أُورد على هذا الاستدلال ما هو مذكور في شرح المواقف، فمن أراد فليرجع إليه: 1 / 98 .


«« اولین صفحه    « صفحه قبل       صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
مشخصات کتاب فهرست کتاب