|
اسم الکتاب: أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها
المؤلف: المرسي، عبد الحق بن سبعين
الجزء: ۱
الصفحة: ۱۷۱
النور السادس عشر و هو نور التسخير: فهو كشف له (صلى اللّه عليه و سلّم) أنه الغاية في السموات و الأرض، و أن القمر انشق له و الكواكب سخرت لحفظ نظام ملته، و تلك أيضا معجزة ظهرت في مدة ملته (صلى اللّه عليه و سلّم)، و هي باقية، و غفل عنها كثير من الناس، و هي الشهب التي ترسل على الشياطين. و ما ذلك إلا بركة كتابه و لأجل موضوعه، و كذلك الملائكة من تسخيره و خدمته، فإنها تكتب فضائل أمته (صلى اللّه عليه و سلّم)، و قاتلت معه (صلى اللّه عليه و سلّم)، و إلى الآن أولياء أمته في منادمتهم و مخاطبتهم مشافهة، و كذلك الصور الروحانية كلها. و هذا نور كشف له أنه المدلل في السموات و الأرض، و في كل العوالم. * قلت: قال الشيخ الكتاني: و قد ذكر العارف باللّه سيدي عبد الوهاب الشعراني في كتابه «العهود المحمدية» و في «كشف الحجاب و الران عن وجه أسأله الجان» و غيرهما من بعض كتبه أنه لا يجمع بين رؤية الملك و سماع خطابه إلا الأنبياء فقط و أما الولي فإن رأى شخصه لا يكون مكلما له و إن كلمه لا يرى شخصه و أصله للشيخ الأكبر في «فتوحاته» و نصه في الباب الثامن و الستين و مائتين: و أهل اللّه يشاهدون تنزل الأرواح على قلوبهم، و لا يرون الملك النازل إلا أن يكون المنزل عليه نبيا أو رسولا، فالولى يشهد الملائكة، و لكن لا يشهدها ملقية عليه، أو يشهدون الإلقاء و يعلمون أنه من الملك من غير شهود، فلا يجمع بين رؤية الملك و الإلقاء منه إلا لنبي أو رسول، و بهذا يفترق عند القوم و يتميز النبي من الولى، انتهى منه بلفظه. و قال في الباب الثالث و الخمسين و ثلاثمائة بعد ما ذكر أن الأولياء لهم من اللّه الإلهام لا الوحى و إن الإلهام خبر إلهى و إخبار من اللّه للعبد على يد ملك مغيب عن هذا الملهم، و أنه قد يلهم من الوجه الخاص ما نصه: فالرسول و النبي يشهد الملك و يراه رؤية بصر عند ما يوحى إليه، و غير الرسول يحس |
|