|
اسم الکتاب: أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها
المؤلف: المرسي، عبد الحق بن سبعين
الجزء: ۱
الصفحة: ۲۱
العارفين، و يخرجهم عن دائرة الإسلام جهلا و ظلما و حسدا و عدوانا. فقد كان العارف باللّه أبو تراب النخشبي [1] يقول: إذا ألف العبد الإعراض عن اللّه صحبته الوقيعة في أولياء اللّه، و لذلك كان أهل اللّه عزّ و جلّ لا يشتغلون قطّ بالردّ على أحد من أهل الإسلام مقالته في اللّه عزّ و جلّ، أو في شيء استنبطه من أحكام الشريعة، عكس ما عليه أهل الجدال، و إنما شأن أهل اللّه أن يبحثوا عن مستند كل قول في العالم، من أين أخذه صاحبه، و ما ذا استند ذلك القول إليه من حضرات الأسماء الإلهية؛ فإنه محال أن يوجد في العالم قول الآن إلا و هو مستند إلى حقيقة إلهية، فليس عند أهل اللّه أن أحدا يغلط في الأحكام الشرعية، إنما يغلط في وجه النسب؛ لأن حكم اللّه معصوم حتى بذلك القول من اللّه عزّ و جلّ، فأهل اللّه يأخذون تلك المسألة التي غلط فيها صاحبها، فيجعلونها في موضعها، كما قصّ اللّه علينا ذلك في شأن موسى و الخضر (عليها السّلام)؛ فإن الخضر لما أخبر موسى بتأويل أفعاله تبيّن أن ما فعله الخضر كان في محله، فلأهل اللّه الاطّلاع على منزع جميع النحل و الملل و المذاهب اطّلاعا عامّا، فما تظهر نحلة من منتحل و لا ملة من الملل في اللّه أو في أحكامه ما تناقض منها و ما اختلف إلا و يعلمون من أين أخذت، فينسبوها إلى واضعها، ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء، و اللّه ذو الفضل العظيم. فتحفظ يا أخي: من تجريح عقائد أحد المسلمين، و احم سمعك و لسانك و قلبك، و لا تحكم بخروج أحد من الإسلام إلا إن ترك ما به دخل، فقد نصحكتم، و السلام. و الحمد للّه ربّ العالمين، و صلّى اللّه على سيّدنا محمّد و على آله و صبحه و سلّم تسليما كثيرا، اللّهمّ، آته الوسيلة و المقام المحمود الذي وعدته يا أرحم الراحمين، و أدخلنا في شفاعته، آمين [2]. [بطلان دعوى وحدة الوجود] و ثانيا: مسألة وحدة الوجود. قال الشيخ الكتاني: ذكر المتكلمون على وحدة الوجود أن هاهنا وحدات ثلاثا:
[1] نسبة إلى نخشب بلدة بما وراء النهر، و كان شيخ عصره بالاتفاق، جامعا بين العلم و الدين و الزهد و التصوف بلا شقاق، صحب حاتما الأصم و الخواص و الطبقة و كتب الحديث الكثير، و تفقّه على مذهب الشافعي، و أخذ عنه أحمد بن حنبل و ابن الجلاء و آخرون من الأجلّاء. [2] انظر: الميزان الذرية المبينة لعقائد الفرقة العلية (ص 135) بتحقيقنا. |
|