|
اسم الکتاب: أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها
المؤلف: المرسي، عبد الحق بن سبعين
الجزء: ۱
الصفحة: ۳۱
تجد اللّه تعالى في كل شيء، و عند كل شيء، و مع كل شيء، و قبل كل شيء، و بعد كل شيء، و فوق كل شيء، و تحت كل شيء، و قريبا من كل شيء، و محيطا بكل شيء بقرب هو وصفه، و بحيطة هي نعته ... إلى آخر ما قال. و قال بعض العارفين: الحق تعالى منزّه عن الأين و الجهة و الكيف و المادة و الصورة، و مع ذلك لا يخلو منه أين و لا مكان و لا كم و لا كيف و لا جسم و لا جوهر و لا عرض؛ لأنه للطفه سار في كل شيء، و لنورانيته ظاهر في كل شيء، و لإطلاقه و إحاطته متكيف بكل كيف، غير متقيد بذلك، و من لم ير هذا و لم يشهده فهو أعمى البصيرة، محروم من مشاهدة الحق انتهى. و من كلام القطب سيدي علي وفا رضي اللّه عنه: هو الحق المحيط بكل شيء* * * هو الرحمن ذو العرش المجيد و النور المبين بغير شكه* * * هو الرب المحجب في العبيد هو المشهود في الأشياء يبدو* * * فيخفيه الشهود عن الشهيد هو العين العيان لكل غيب* * * هو المقصود من بيت القصيد جميع العالمين له ظلال* * * سجود له في القريب و في البعيد و هذا القدر في التحقيق كاف* * * فكف النفس عن طلب المزيد [مراتب الإيمان و التصديق] و اعلم أن الإيمان باللّه هو التصديق الجازم بوجوده أولا، و بوحدانيته ثانيا، و باتصافه بصفات الكمال اللائقة به ثالثا، و بتقديسه عن سمات الحوادث رابعا، و هذا التصديق له مراتب ذكر في «القوت» و «الإحياء» أنها ثلاثة و هي في الحقيقة تسعة لأن كل مرتبة من المراتب الثلاث منقسمة إلى ثلاثة، و ذكر الغزالى في آخر كتابه «إلجام العوام» ستة منها و هي أقسام المرتبتين الأوليين، و أما المرتبة الثالثة فذكرها بأقسامها في كتابه «مشكاة الأنوار»، و نحن إن شاء اللّه تعالى نذكر خلاصة المرتبتين الأوليين مع التوسع في المرتبة الثالثة؛ لأنها المقصودة هنا. فنقول المرتبة الأولى: مرتبة إيمان العوام، و هو إيمان التقليد المحض. |
|