|
اسم الکتاب: نظام الحكومة النبوية - جلد ۱
المؤلف: الكتاني، عبد الحي
الجزء: ۱
الصفحة: ۳۵
و في الصحاح: لأن الأزد لما خرجت من مكة لتتفرق في البلاد تخلفت عنهم خزاعة، و أقامت بها. و في العبر: كانت مواطنهم بمكة و مرّ الظهران و ما بينهما ا ه. مولده و مشيخته: ولد كما في فهرسة أبي زكريا السراج سنة عشر و سبعمائة و أخذ كما فيها عن الخطيب الراوية المكثر أبي عبد اللّه بن أحمد بن مرزوق التلمساني و أجاز له، و عن المحدث قاضي الجماعة بالجزيرة أبي البركات محمد بن أبي بكر محمد بن إبراهيم البلفيقي. قلت: و كأني به كان قليل الرواية أو إنما روى و استجاز في كبره، لأن وفاته قريبة من وفاة شيخيه المذكورين، فأما الخطيب بن مرزوق فقال عنه ابن فرحون في الديباج: توفي بعد الثمانين و سبعمائة. و في العبر أنه توفي سنة 781 و أما أبو البركات ابن الحاج فتوفي كما في فهرسة أبي عبد اللّه الحضرمي سنة 771 و عجيب أن يكون حافظ لا يذكر من مشيخته إلا من مات قبله بنحو عشر سنوات أوهم من أقرانه في السن، فإذا علمت مولد الخزاعي و مولد هؤلاء ظهر لك قرب ما بينهم. ذكر ما حليّ به: حلّاه [وصفه] تلميذه الإمام الصوفي محدث فاس و راويتها أبو زكريا يحيى بن أحمد بن محمد السراج الحميري الفاسي المتوفى بفاس سنة 805 في فهرسته بالشيخ الجليل الحافظ اللغوي التاريخي المصنف الناظم التاثر ثم قال: كان شيخا جليلا فاضلا لغويا شاعرا مجيدا مقدما في التاريخ كثير الصدقة و الإيثار، لم يكن في زمانه من يضاهيه فيها، فذا في طريقته ا ه و وصفه ابن الأحمر في كتابه مستودع العلامة بالفقيه الكاتب صاحب القلم الأعلى، ثم قال عنه: تلقى راية الفخر باليمين، و هو واسطة عقد المفاخر الثمين، من أعلام كتاب العذوتين [أي الضفتين ضفة الأندلس و ضفة المغرب] و معرفته بالحساب تستغرق العقول، إذ أربت عن حد الحصر و المنقول، و أما اللغة فمسلكه في سبلها أسكت ابن السكيت، و بكّت فهمه المدرك في حفظها أي تبكيت، و العربية هو على رئاستها العلمية، و قد برز في إجادتها الإدراكية العلمية، و لم يكن في معرفة الفقه بالمقصر كما نظر عن إنسان عين الحديث المبصر، و كفه بإرسال المواهب لم تكن جانحة إلى التقصير، و لا قيل لطول جودها جدعت أنف الفضائل عن بخل يا قصير [1] ا ه كلام ابن الأحمر و اقتصر أبو العباس ابن القاضي في الجذوة على تحليته بالفقيه الكاتب و لم يزد عليها، و كذلك فعل في الدرة إلا أنه زاد في حقه الأديب. ذكر شيء من شعره: قال ابن القاضي في الجذوة و هو القائل لما كبا بموسى أبي عنان المريني فرسه بالشماعين.
[1] قصير هو وزير الزبّاء ملكة تدمر و قد جدع أنفه ليحتال بذلك على جذيمة الأبرش. |
|