مشخصات کتاب فهرست کتاب
«« اولین صفحه    « صفحه قبل       صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
اسم الکتاب: نوادر المعجزات في مناقب الأئمة الهداة(ع)    المؤلف: الطبري‌ الصغير، محمد بن جرير    الجزء: ۱    الصفحة: ۲۴   

فإن قيل: أيّهما أسرع تصديقا للمعجزة؟

قلنا: إنّ أسرع النّاس تصديقا لكلّ فنّ من الفنون هم أصحاب الفنّ أنفسهم، فمثلا نلاحظ ذلك جليّا عند سحرة فرعون، فهم أوّل من آمن بموسى (عليه السلام) و بما جاء به- كما مرّ عليك ذلك في بحثنا هذا- و كذا مثلا في الاكتشافات العلميّة فإنّ أوّل من يصدّق بها هم أهل العلم و المعرفة، و على ضوء ذلك فإنّ أسرع من يصدّق بالمعجزة هم العلماء، لأنّ علماء أي صنعة هم أعرف بخصوصياتها، و أكثر إحاطة بمزاياها، فهم يميّزون بين ما يعجز البشر عن الإتيان بمثله و بين ما يمكنهم الإتيان بمثله، و لذلك فالعلماء أسرع تصديقا بالمعجزة.

أمّا الجهّال فباب الشكّ عندهم مفتوح على مصراعيه ما داموا جهّالا بمبادئ الصنعة، و ما داموا يحتملون أنّ المدّعي قد اعتمد على مبادئ معلومة عند الخاصّة من أهل تلك الصنعة، فيكونون متباطئين عن الإذعان‌ [1].

مع القرآن الكريم المعجزة الخالدة

إنّ القرآن الكريم معجزة نبيّنا (صلّى اللّه عليه و آله) الخالدة الباقية إلى يوم القيامة، و قولنا الباقية لأنّ معجزة كلّ نبيّ انقرضت بانقراضه، أو دخلها التبديل أو التغيير كالكتب السماويّة الأخرى «التوراة و الإنجيل و الزبور». و هنا نتطرّق كما وعدناك في أوّل البحث إلى نظرة سريعة إلى إعجاز القرآن، فنقول متوكّلين على البارئ عزّ و جلّ:

كان عند النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله) أخبار الأوّلين و الآخرين من ابتداء خلق الدنيا إلى انتهائها، و أمر الجنّة و النار، و ذكر ما فيها على الوجه الذي صدّقه عليها أهل الكتاب، و لم يكن (صلّى اللّه عليه و آله) قد تعلّم من أحد، و ما حضر عند أحد من الأحبار، و لم يقرأ الكتاب ..


[1] انظر البيان في تفسير القرآن: 38.


«« اولین صفحه    « صفحه قبل       صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
مشخصات کتاب فهرست کتاب