تحمیل PDF مشخصات کتاب فهرست کتاب  تصویر کتاب  دانلود تصویر
«« اولین صفحه    « صفحه قبل   الجزء:    صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
اسم الکتاب: التفسیر الجامع - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ الدکتور محمد عبد الستار سید    الجزء: ۱    الصفحة: ۱۶۰   

الآیة رقم (35) - وَقُلْنَا یَا آدَمُ اسْکُنْ أَنتَ وَزَوْجُکَ الْجَنَّةَ وَکُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَیْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَکُونَا مِنَ الْظَّالِمِینَ


هذه الجنّة لیست جنّة الخلد؛ لأنّ جنّة الخلد لا یُغادرها من دخلها، ولا تُرتَکب فیها المعاصی. وقد أسکن الله سبحانه وتعالى آدمَ وزوجه حوّاء فی جنّة التّجربة، تجربة المنهج، وذکرت الآیة بلفظ: ﴿الْجَنَّةَ﴾، ولم یقل: إنّها (جنّة عدن)، و(جنّة الخلد)، ولا (جنّة الفردوس).
وکلمة (جنّ): تعنی السّتر والخفاء، فالجنّة فی اللّغة العربیّة هی حدیقة، أو غابة محاطة بالأشجار الکثیفة الّتی تستر ما بداخلها.
یقول سبحانه وتعالى: ﴿لَقَدْ کَانَ لِسَبَإٍ فِی مَسْکَنِهِمْ آیَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن یَمِینٍ وَشِمَالٍ﴾ ]سبأ: من الآیة 15[، ﴿إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ کَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَیَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِینَ﴾] القلم[، وفی سورة (الکهف): ﴿وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَیْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَیْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَیْنَهُمَا زَرْعًا﴾ ]الکهف[، ولم تشر الآیات فی القرآن على أنّ الجنّة الّتی سکنها آدم هی جنّة الخلد، بل هی جنّة من الجنان، حتّى یزوّد الله سبحانه وتعالى آدم وحوّاء ویدرّبهما على المنهج، وعلى الحیاة فی الأرض. وقد خلقهما أصلاً لسکنى الأرض فقال تبارک وتعالى: ﴿إِنِّی جَاعِلٌ فِی الْأَرْضِ خَلِیفَةً﴾ ]البقرة: من الآیة 30[، أمّا جنّة التّجربة فهی تدریب على الحیاة فی الأرض، وقد جعل فیها الحلال والحرام، والأمر والنّهی، فقال سبحانه وتعالى لهما: ﴿وَقُلْنَا یَا آدَمُ اسْکُنْ أَنتَ وَزَوْجُکَ الْجَنَّةَ وَکُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَیْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَکُونَا مِنَ الظَّالِمِینَ﴾ (اسکن: أمر)، (کُلا: حلال)،



«« اولین صفحه    « صفحه قبل   الجزء:    صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
 تحمیل PDF مشخصات کتاب فهرست کتاب  تصویر کتاب  دانلود تصویر