اسم الکتاب: اسباب النزول
المؤلف: ابی الحسن علی بن احمد الواحدی النیسابوری
الجزء: ۱
الصفحة: ۱۸۹
سُورَةُ الْمَائِدَةِ قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ} الْآیَةَ {2} . قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: نَزَلَتْ فِی الْحُطَمِ - اسمه شُرَیْحُ بْنُ ضُبَیْعَةَ الْکِنْدِیُّ - أَتَى النَّبِیَّ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْیَمَامَةِ إِلَى الْمَدِینَةِ، فَخَلَّفَ خَیْلَهُ خَارِجَ الْمَدِینَةِ وَدَخَلَ وَحْدَهُ عَلَى النَّبِیِّ عَلَیْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فَقَالَ: إِلَامَ تَدْعُو النَّاسَ؟ قَالَ: "إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِیتَاءِ الزَّکَاةِ"، فَقَالَ: حَسَنٌ، إِلَّا أَنَّ لِی أُمَرَاءَ لَا أَقْطَعُ أَمْرًا دُونَهُمْ، وَلَعَلِّی أُسْلِمُ وَآتِی بِهِمْ، وَقَدْ کَانَ النَّبِیُّ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: "یَدْخُلُ عَلَیْکُمْ رَجُلٌ یَتَکَلَّمُ بِلِسَانِ شَیْطَانٍ"، ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ، فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَیْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: "لَقَدْ دَخَلَ بِوَجْهِ کَافِرٍ وَخَرَجَ بِعَقِبَیْ غَادِرٍ، وَمَا الرَّجُلُ بِمُسْلِمٍ"، فَمَرَّ بسرح المدینه فاستاقه، فَطَلَبُوهُ فَعَجَزُوا عَنْهُ، فَلَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْقَضِیَّةِ سَمِعَ تَلْبِیَةَ حُجَّاجِ الْیَمَامَةِ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: "هَذَا الْحُطَمُ وَأَصْحَابُهُ"، وَکَانَ قد قلد هدیًا مِنْ سَرْحِ الْمَدِینَةِ وَأَهْدَاهُ إِلَى الْکَعْبَةِ، فَلَمَّا تَوَجَّهُوا فِی طَلَبِهِ أَنْزَلَ الله تعالى: {یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ} یُرِیدُ: مَا أشعر الله، وَإِنْ کَانَ عَلَى غَیْرِ دِینِ الْإِسْلَامِ. وَقَالَ زَیْدُ بْنُ أَسْلَمَ: کَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ بِالْحُدَیْبِیَةِ حِینَ صَدَّهُمُ الْمُشْرِکُونَ عَنِ الْبَیْتِ، وَقَدِ اشْتَدَّ ذَلِکَ عَلَیْهِمْ، فَمَرَّ بِهِمْ نَاسٌ مِنَ الْمُشْرِکِینَ یُرِیدُونَ الْعُمْرَةَ، فَقَالَ أَصْحَابُ رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ - "صُدُّ هَؤُلَاءِ کَمَا صَدَّنَا أَصْحَابُهُمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا
|