اسم الکتاب: اسباب النزول
المؤلف: ابی الحسن علی بن احمد الواحدی النیسابوری
الجزء: ۱
الصفحة: ۲۴۳
سُورَةُ بَرَاءَةَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِنْ نَکَثُوا أَیْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِی دِینِکُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْکُفْرِ} {12} . قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: نَزَلَتْ فِی أَبِی سُفْیَانَ بْنِ حَرْبٍ وَالْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ وَسُهَیْلِ بْنِ عَمْرٍو وَعِکْرِمَةَ بْنِ أَبِی جَهْلٍ وَسَائِرِ رُؤَسَاءِ قُرَیْشٍ الَّذِینَ نَقَضُوا الْعَهْدَ، وَهُمُ الَّذِینَ هَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ. قَوْلُهُ تَعَالَى: {مَا کَانَ لِلْمُشْرِکِینَ أَنْ یَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ} {17} . قَالَ الْمُفَسِّرُونَ لَمَّا أُسِرَ الْعَبَّاسُ یَوْمَ بَدْرٍ أَقْبَلَ عَلَیْهِ الْمُسْلِمُونَ فَعَیَّرُوهُ بِکُفْرِهِ بِاللَّهِ وَقَطِیعَةِ الرَّحِمِ، وَأَغْلَظَ عَلِیٌّ لَهُ الْقَوْلَ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: مَا لَکُمْ تَذْکُرُونَ مَسَاوِینَا وَلَا تَذْکُرُونَ، مَحَاسِنَنَا، فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ: أَلَکُمُ مَحَاسِنُ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنَّا لَنَعْمُرُ الْمَسْجِدَ الْحَرَامِ، وَنَحْجُبُ الْکَعْبَةَ، وَنَسَقِی الْحَاجَّ، وَنَفُکُّ الْعَانِیَ؛ فَأَنْزَلَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - رَدًّا عَلَى الْعَبَّاسِ: {مَا کَانَ لِلْمُشْرِکِینَ أَنْ یَعْمُرُوا} الْآیَةَ. (1) - قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَجَعَلْتُمْ سِقَایَةَ الْحَاجِّ} الْآیَةَ {19} . أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الثَّعَالِبِیُّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَامِدٍ الْوَزَّانُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُنَادِی قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَیْمَانُ بْنُ الْأَشْعَثِ
(1) - أخرجه مسلم (3/1499 - ح: 1879) والإمام أحمد (الفتح الربانی: 18/159 - ح: 293) وابن جریر (10/67) وأبو داود وابن المنذر وابن أبی حاتم وابن حبان وأبو الشیخ وابن مردویه (فتح القدیر: 2/345) والطبرانی فی "الأوسط" (1/266 - ح: 423) عن النعمان به، ویشهد له: * ما أخرجه عبد الرزاق (تفسیر ابن کثیر: 2/342) وابن جریر (10/67) من وجه آخر عن النعمان به، وإسناده صحیح.
|