اسم الکتاب: اسباب النزول
المؤلف: ابی الحسن علی بن احمد الواحدی النیسابوری
الجزء: ۱
الصفحة: ۲۷۸
سُورَةُ النَّحْلِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ} الْآیَةَ {} . قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} قَالَ الْکُفَّارُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: إِنَّ هَذَا یَزْعُمُ أَنَّ الْقِیَامَةَ قَدْ قَرُبَتْ فَأَمْسِکُوا عَنْ بَعْضِ مَا کُنْتُمْ تَعْمَلُونَ حَتَّى نَنْظُرَ مَا هُوَ کَائِنٌ، فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُ لَا یَنْزِلُ شَیْءٌ، قَالُوا: مَا نَرَى شَیْئًا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِی غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ} فَأَشْفَقُوا وَانْتَظَرُوا قُرْبَ السَّاعَةِ، فَلَمَّا امْتَدَّتِ الْأَیَّامُ قَالُوا: یَا مُحَمَّدُ مَا نَرَى شَیْئًا مِمَّا تُخَوِّفُنَا بِهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ} فَوَثَبَ النَّبِیُّ - صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ - ورفع الناس رؤوسهم، فَنَزَلَ: {فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ} فَاطْمَأَنُّوا، فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ - "بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ کَهَاتَیْنِ"، وَأَشَارَ بِأُصْبُعِهِ "إِنْ کَادَتْ لَتَسْبِقُنِی". وَقَالَ الْآخَرُونَ: الْأَمْرُ هَاهُنَا الْعَذَابُ بِالسَّیْفِ وَهَذَا جَوَابٌ لِلنَّضْرِ بْنِ الْحَارِثِ حِینَ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ کَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِکَ فَأَمْطِرْ عَلَیْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ، یَسْتَعْجِلُ الْعَذَابَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآیَةَ. قَوْلُهُ تَعَالَى: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِیمٌ مُبِینٌ} {4} . نَزَلَتِ الْآیَةُ فِی أُبَیِّ بْنِ خَلَفٍ الْجُمَحِیِّ حِینَ جَاءَ بِعَظْمٍ رَمِیمٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: یَا مُحَمَّدُ أَتُرَى اللَّهَ یُحْیِی هَذَا بَعْدَمَا قَدْ رَمَّ؟.
سورة القمر آیة 1. سورة الأنبیاء آیة 1.
|