اسم الکتاب: اسباب النزول
المؤلف: ابی الحسن علی بن احمد الواحدی النیسابوری
الجزء: ۱
الصفحة: ۳۴۰
سُورَةُ الْعَنْکَبُوتِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ قَوْلُهُ تَعَالَى: {الم أَحَسِبَ النَّاسُ} الْآیَتَیْنِ {، 2} . قَالَ الشَّعْبِیُّ نَزَلَتْ فِی أُنَاسٍ کَانُوا بِمَکَّةَ قَدْ أَقَرُّوا بِالْإِسْلَامِ، فَکَتَبَ إِلَیْهِمْ أَصْحَابُ النَّبِیِّ - صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ - مِنَ الْمَدِینَةِ أَنَّهُ لَا یُقْبَلُ مِنْکُمْ إِقْرَارٌ وَلَا إِسْلَامٌ حَتَّى تُهَاجِرُوا، فَخَرَجُوا عَامِدِینَ إِلَى الْمَدِینَةِ فَاتَّبَعَهُمُ الْمُشْرِکُونَ فَآذَوْهُمْ، فَنَزَلَتْ فِیهِمْ هَذِهِ الْآیَةُ وَکَتَبُوا إِلَیْهِمْ أَنْ قَدْ نَزَلَتْ فِیکُمْ آیَةُ کَذَا وَکَذَا، فَقَالُوا: نَخْرُجُ فَإِنِ اتَّبَعَنَا أَحَدٌ قَاتَلْنَاهُ، فَخَرَجُوا فَاتَّبَعَهُمُ الْمُشْرِکُونَ فَقَاتَلُوهُمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ قُتِلَ وَمِنْهُمْ مَنْ نَجَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِیهِمْ: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّکَ لِلَّذِینَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا} الْآیَةَ. وَقَالَ مُقَاتِلٌ نَزَلَتْ فِی مِهْجَعٍ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ کَانَ أَوَّلَ قَتِیلٍ مِنَ الْمُسْلِمِینَ یَوْمَ بَدْرٍ رَمَاهُ عَمْرُو بْنُ الْحَضْرَمِیِّ بِسَهْمٍ فَقَتَلَهُ فَقَالَ النَّبِیُّ - صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ - یَوْمَئِذٍ: "سَیِّدُ الشُّهَدَاءِ مِهْجَعٌ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ یُدْعَى إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ"، فَجَزِعَ عَلَیْهِ أَبَوَاهُ وَامْرَأَتُهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِیهِمْ هَذِهِ الْآیَةَ، وَأَخْبَرَ أَنَّهُ لَا بُدَّ لَهُمْ مِنَ الْبَلَاءِ وَالْمَشَقَّةِ فِی ذَاتِ اللَّهِ تَعَالَى. قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَوَصَّیْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَیْهِ حُسْنًا} الْآیَةَ {8} . قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: نَزَلَتْ فِی سَعْدِ بْنِ أَبِی وَقَّاصٍ وَذَلِکَ أَنَّهُ لَمَّا أَسْلَمَ قَالَتْ لَهُ أُمُّهُ حَمْنَةُ: یَا سَعْدُ بَلَغَنِی أَنَّکَ صَبَوْتَ فَوَاللَّهِ لَا یُظِلُّنِی سَقْفُ بَیْتٍ مِنَ الضِّحِّ وَالرِّیحِ وَلَا آکُلُ وَلَا أَشْرَبُ حَتَّى تَکْفُرَ بِمُحَمَّدٍ - صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ - وَتَرْجِعَ إِلَى مَا کُنْتَ عَلَیْهِ، وَکَانَ أَحَبَّ وَلَدِهَا
سورة النحل: الآیة 110.
|