اسم الکتاب: اسباب النزول
المؤلف: ابی الحسن علی بن احمد الواحدی النیسابوری
الجزء: ۱
الصفحة: ۳۴۵
سُورَةُ لُقْمَانَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ یَشْتَرِی لَهْوَ الْحَدِیثِ} {6} . قَالَ الْکَلْبِیُّ وَمُقَاتِلٌ: نَزَلَتْ فِی النَّضْرِ بْنِ الْحَارِثِ، وَذَلِکَ أَنَّهُ کَانَ یَخْرُجُ تَاجِرًا إِلَى فَارِسَ فَیَشْتَرِی أَخْبَارَ الْأَعَاجِمِ فَیَرْوِیهَا وَیُحَدِّثُ بِهَا قُرَیْشًا وَیَقُولُ لَهُمْ: إِنَّ مُحَمَّدًا عَلَیْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ یُحَدِّثُکُمْ بِحَدِیثِ عَادٍ وَثَمُودَ، وَأَنَا أُحَدِّثُکُمْ بِحَدِیثِ رُسْتُمَ وَإِسْفِنْدِیَارَ وَأَخْبَارِ الْأَکَاسِرَةِ، فَیَسْتَمْلِحُونَ حَدِیثَهُ وَیَتْرُکُونَ اسْتِمَاعَ الْقُرْآنِ، فَنَزَلَتْ فِیهِ هَذِهِ الْآیَةُ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: نَزَلَتْ فِی شِرَاءِ الْقِیَانِ وَالْمُغَنِّیَاتِ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْمُقْرِئُ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خزیمة قال: أخبرنا جدی قال: أخبرنا عَلِیُّ بْنُ حجر قال: أخبرنا مِشْمَعِلُ بْنُ مِلْحَانَ الطَّائِیُّ، عَنْ مُطَّرِحِ بْنِ یَزِیدَ، عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ زُحَرَ، عَنْ عَلِیِّ بْنِ یَزِیدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِی أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ - "لَا یَحِلُّ تَعْلِیمُ الْمُغَنِّیَاتِ وَلَا بَیْعُهُنَّ وَأَثْمَانُهُنَّ حَرَامٌ"، وَفِی مِثْلِ هَذَا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ یَشْتَرِی لَهْوَ الْحَدِیثِ لِیُضِلَّ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ} إِلَى آخِرِ الْآیَةِ. وَمَا مِنْ رَجُلٍ یَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالْغِنَاءِ إِلَّا بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَیْهِ شَیْطَانَیْنِ، أَحَدُهُمَا عَلَى هَذَا الْمَنْکِبِ وَالْآخَرُ عَلَى هَذَا الْمَنْکِبِ، فَلَا یَزَالَانِ یَضْرِبَانِ بِأَرْجُلِهِمَا حَتَّى یَکُونَ هُوَ الَّذِی یَسْکُتُ".
|