دلیلنا: ما روی عن النبی (صلى الله علیه و آله) أنه قال: «مروهم بالصلاة لسبع و اضربوهم علیها لعشر، و فرقوا بینهم فی المضاجع» [1] و أیضا فالصبی لیس بعاقل فکیف یکون مکلفا.

مسألة 53 [بلوغ الصبی أثناء الصلاة بما لا یبطلها]

الصبی إذا دخل فی الصلاة أو الصوم ثم بلغ فی خلال الصلاة أو خلال الصوم بالنهار بما لا یفسد الصلاة من کمال خمس عشرة سنة أو الإنبات دون الاحتلام الذی یفسد الصلاة ینظر فیه، فان کان الوقت باقیا أعاد الصلاة من أولها، و ان کان ماضیا لم یکن علیه شیء.

و أما الصوم فإنه یمسک فیه بقیة النهار تأدیبا، و لیس علیه قضاء.

و قال الشافعی: لا یجب علیه الإعادة سواء کان الوقت باقیا أو منقضیا، و استحب له إعادة الصلاة مع بقاء الوقت [2].

و حکى أبو على بن أبی هریرة [3] عن بعض أصحابه: أنه یجب علیه إعادة الصلاة مع بقاء الوقت، و لم یصححه [4] و قال: الصحیح غیره. و قال أبو حنیفة و مالک: علیه إعادة الصلاة و الصوم جمیعا [5].

دلیلنا على وجوب إعادة الصلاة مع بقاء الوقت: أنه مخاطب بها بعد البلوغ، و إذا کان الوقت باقیا وجب علیه فعلها و ما فعله قبل البلوغ لم یکن

[1] مسند أحمد بن حنبل 2: 180 و 187، و سنن أبی داود 1: 133 حدیث 494، و الجامع الصغیر 2: 535 حدیث 8174، و مستدرک الحاکم 1: 258.

[2] الام (مختصر المزنی) 1: 14، و المجموع 3: 12.

[3] أبو علی الحسن بن الحسین بن أبی هریرة الفقیه الشافعی، أخذ العلم عن ابن سریج و المروزی، شرح مختصر المزنی، و تخرج علیه خلق کثیر، کان معظما عند السلاطین، مات سنة 345. طبقات الشافعیة: 206، و طبقات الفقهاء: 92، و مرآة الجنان 2: 337.

[4] قال النووی فی المجموع 3: 12 (قال الإصطخری: ان بقی من الوقت ما یسع تلک الصلاة بعد بلوغه وجبت الإعادة، و الا فلا).

[5] المجموع 3: 12.