وقوله: (وَ إِنَّ هذِهِ أُمَّتُکُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَ أَنَا رَبُّکُمْ فَاتَّقُونِ [1].

وقوله: (وَ أَطِیعُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَ تَذْهَبَ رِیحُکُمْ وَ اصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِینَ [2].

وفی هذا المسار سارت بیانات الرسول الأعظم صلى الله علیه و آله وأهل بیته علیهم السلام فی التأکید على أهمّیّة وحدة وتلاحم المسلمین وتآلفهم، وهو ما یکشف عنه ذلک الحشد المتنوّع من الروایات الواردة عنهم علیهم السلام التی جاءت مشفوعة بتحدید الآلیّات والإجراءات الکفیلة بضمان الوحدة والتعایش بین المسلمین.

ولم یقتصر الأمر على ما ورد عنهم علیهم السلام من نصوص روائیّة فی هذا الصدد، بل بادروا علیهم السلام إلى تجسید ذلک عملیّاً من خلال سیرتهم مع المسلمین، ولعلّ أوّل بادرة فی هذا المسار هو ما قام به الرسول الأکرم صلى الله علیه و آله من عملیة المؤاخاة بین المهاجرین والأنصار، وذلک منذ اللحظات الاولى من وصوله إلى المدینة المنوّرة، فی خطوة اولى لجعل الإسلام والوحدة محور حرکة المسلمین وقوّتهم.

وبهذا استطاع صلى الله علیه و آله من القضاء على العصبیّات الجاهلیّة والنزعات المختلفة، التی کادت تمزّق وحدة الصفّ الإسلامیّ آنذاک.

وهکذا الحال بالنسبة إلى سیرة الأئمّة من أهل البیت علیهم السلام- کما هو

[1] المؤمنون 23: 52.

[2] الأنفال 8: 46.