و قال بعضهم.العلماء سرج الازمنة،کل واحد مصباح زمانه یستضیء به أهل عصره.

و قال الحسن رحمه اللّٰه:لو لا العلماء لصار الناس مثل البهائم.أی أنهم بالتعلیم یخرجون الناس من حدّ البهیمیة إلى حدّ الإنسانیة. و قال عکرمة:إن لهذا العلم ثمنا.قیل:و ما هو؟قال:

أن تضعه فیمن یحسن حمله و لا یضیعه.و قال یحیى بن معاذ:العلماء أرحم بأمة محمد صلى اللّٰه علیه و سلم من آبائهم و أمهاتهم ،قیل:و کیف ذلک؟قال:لأن آباءهم و أمهاتهم یحفظونهم من نار الدنیا و هم یحفظونهم من نار الآخرة.

و قیل:أول العلم الصمت،ثم الاستماع،ثم الحفظ،ثم العمل،ثم نشره.و قیل:علّم علمک من یجهل ،و تعلّم ممن یعلم ما تجهل،فإنک إذا فعلت ذلک علمت ما جهلت،و حفظت ما علمت.

و قال معاذ بن جبل فی التعلیم و التعلم و رأیته أیضا مرفوعا:[1] تعلّموا العلم فان تعلّمه للّٰه خشیة،و طلبه عبادة،و مدارسته تسبیح،و البحث عنه جهاد ،و تعلیمه من لا یعلمه صدقة،و بذله لأهله قربة،و هو الأنیس فی الوحدة،و الصاحب فی الخلوة،و الدلیل على الدّین،و المصبر على السراء و الضراء ،و الوزیر عند الإخلاء،و القریب عند الغرباء،و منار سبیل الجنة،یرفع اللّٰه به أقواما فیجعلهم فی الخیر قادة سادة هداة یقتدى بهم،أدلة فی الخیر تقتصّ آثارهم و ترمق أفعالهم، و ترغب الملائکة فی خلتهم و بأجنحتها تمسحهم،و کل رطب و یابس لهم یستغفر حتى حیتان البحر و هوامه،و سباع البر و أنعامه،و السماء و نجومها ،لأن العلم حیاة القلوب من العمى،و نور الأبصار من الظلم،و قوة الأبدان من الضعف،یبلغ به العبد منازل الأبرار و الدرجات العلى، و التفکر فیه یعدل بالصیام،و مدارسته بالقیام ،به یطاع اللّٰه عز و جلّ،و به یعبد،و به یوحد،و به یمجد،و به یتورّع.و به توصل الأرحام،و به یعرف الحلال و الحرام،و هو إمام و العمل تابعه،یلهمه السعداء،و یحرمه الأشقیاء. نسأل اللّٰه تعالى حسن التوفیق