تحمیل PDF مشخصات کتاب فهرست کتاب  تصویر کتاب  دانلود تصویر
«« اولین صفحه    « صفحه قبل   الجزء:    صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
اسم الکتاب: إحياء علوم الدين - المجلد ۱    المؤلف: ابو حامد الغزالی    الجزء: ۱    الصفحة: ۲۸   

علم العمل الذی هو مشهور الوجوب على المسلمین لا غیر.فقد اتضح وجه التدریج و وقت وجوبه،و اللّٰه أعلم

بیان العلم الذی هو فرض کفایة

اعلم أن الفرض لا یتمیز عن غیره إلا بذکر أقسام العلوم ،و العلوم بالإضافة إلى الفرض الذی نحن بصدده تنقسم إلى شرعیة و غیر شرعیة،و أعنى بالشرعیة ما استفید من الأنبیاء صلوات اللّٰه علیهم و سلامه،و لا یرشد العقل إلیه مثل الحساب،و لا التجربة مثل الطب، و لا السماع مثل اللغة .فالعلوم التی لیست بشرعیة تنقسم إلى ما هو محمود و إلى ما هو مذموم والی ما هو مباح فالمحمود ما یرتبط به مصالح أمور الدنیا کالطب و الحساب،و ذلک ینقسم الى ما هو فرض کفایة،والى ما هو فضیلة و لیس بفریضة أما فرض الکفایة فهو کل علم لا یستغنی عنه فی قوام أمور الدنیا:کالطب،إذ هو ضروری فی حاجة بقاء الأبدان،و کالحساب فإنه ضروری فی المعاملات و قسمة الوصایا و المواریث و غیرهما.و هذه هی العلوم التی لو خلا البلد عمن یقوم بها حرج أهل البلد،و إذا قام بها واحد کفی و سقط الفرض عن الآخرین،فلا یتعجب من قولنا إن الطب و الحساب من فروض الکفایات،فان أصول الصناعات أیضا من فروض الکفایات:کالفلاحة و الحیاکة و السیاسة بل الحجامة و الخیاطة،فإنه لو خلال البلد من الحجّام تسارع الهلاک إلیهم،و حرجوا بتعریضهم أنفسهم للهلاک،فان الذی أنزل الداء أنزل الدواء و أرشد إلى استعماله،و أعدّ الأسباب لتعاطیه ، فلا یجوز التعرض للهلاک باهماله و أما ما یعد فضیلة لا فریضة فالتعمق فی دقائق الحساب و حقائق الطب و غیر ذلک مما یستغنی عنه،و لکنه یفید زیادة قوة فی القدر المحتاج إلیه و أما المذموم منه فعلم السحر و الطلسمات،و علم الشعبذة و التلبیسات و أما المباح منه فالعلم بالأشعار التی لا سخف فیها،و تواریخ الأخبار و ما یجرى مجراه و أما العلوم الشرعیة و هی المقصودة بالبیان،فهی محمودة کلها،و لکن قد یلتبس بها ما یظن


«« اولین صفحه    « صفحه قبل   الجزء:    صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
 تحمیل PDF مشخصات کتاب فهرست کتاب  تصویر کتاب  دانلود تصویر