تحمیل PDF مشخصات کتاب فهرست کتاب  تصویر کتاب  دانلود تصویر
«« اولین صفحه    « صفحه قبل   الجزء:    صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
اسم الکتاب: إحياء علوم الدين - المجلد ۱    المؤلف: ابو حامد الغزالی    الجزء: ۱    الصفحة: ۳۰   

استقلال الحفظ بجمیع ما یسمع لاستغنى عن الکتابة،و لکنه صار بحکم العجز فی الغالب ضروریا

الضرب الرابع:المتممات

- و ذلک فی علم القرءان،فإنه ینقسم إلى ما یتعلق باللفظ کتعلم القراءات و مخارج الحروف،والی ما یتعلق بالمعنى کالتفسیر فان اعتماده أیضا على النقل ،إذ اللغة بمجردها لا تستقل به،والى ما یتعلق بأحکامه کمعرفة الناسخ و المنسوخ،و العام و الخاص، و النص و الظاهر،و کیفیة استعمال البعض منه مع البعض،و هو العلم الذی یسمى أصول الفقه، و یتناول السنة أیضا.

و أما المتممات فی الآثار و الأخبار،فالعلم بالرجال و أسمائهم و أنسابهم،و أسماء الصحابة و صفاتهم،و العلم بالعدالة فی الرواة .و العلم بأحوالهم لیمیز الضعیف عن القوى،و العلم بأعمارهم لیمیز المرسل عن المسند،و کذلک ما یتعلق به.فهذه هی العلوم الشرعیة،و کلها محمودة بل کلها من فروض الکفایات .

فان قلت:لم ألحقت الفقه بعلم الدنیا

و ألحقت الفقهاء بعلماء الدنیا؟فاعلم أنّ اللّٰه عز و جلّ أخرج آدم علیه السلام من التراب،و أخرج ذریته من سلالة من طین و من ماء دافق،فأخرجهم من الأصلاب إلى الأرحام ،و منها إلى الدنیا،ثم إلى القبر،ثم إلى العرض،ثم إلى الجنة أو إلى النار،فهذا مبدؤهم و هذا غایتهم،و هذه منازلهم.و خلق الدنیا زادا للمعاد لیتناول منها ما یصلح للتزود،فلو تناولوها بالعدل لانقطعت الخصومات و تعطل الفقهاء،و لکنهم تناولوها بالشهوات فتولدت منها الخصومات،فمسّت الحاجة إلى سلطان یسوسهم،و احتاج السلطان إلى قانون یسوسهم به.فالفقیه هو العالم بقانون السیاسة و طریق التوسط بین الخلق إذا تنازعوا بحکم الشهوات ،فکان الفقیه معلم السلطان و مرشده إلى طریق سیاسة الخلق و ضبطهم،لینتظم باستقامتهم أمورهم فی الدنیا.و لعمری إنه متعلق أیضا بالدین،و لکن لا بنفسه بل بواسطة الدنیا،فان الدنیا مزرعة الآخرة،و لا یتم الدین إلا بالدنیا،و الملک و الدین توأمان.فالدین أصل و السلطان حارس،و ما لا أصل له فمهدوم،و ما لا حارس له فضائع،و لا یتم الملک و الضبط إلا بالسلطان،و طریق الضبط فی فصل الحکومات بالفقه و کما أن سیاسة الخلق بالسلطنة لیس من علم الدین فی الدرجة الأولى،بل هو معین على ما لا یتم الدین إلا به،فکذلک معرفة طریق السیاسة.فمعلوم أن الحج لا یتم إلا ببذرقة تحرس


«« اولین صفحه    « صفحه قبل   الجزء:    صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
 تحمیل PDF مشخصات کتاب فهرست کتاب  تصویر کتاب  دانلود تصویر