به وقت مخصوص من المطالع ،و تقرن به کلمات یتلفظ بها من الکفر و الفحش المخالف للشرع،و یتوصل بسببها إلى الاستعانة بالشیاطین،و یحصل من مجموع ذلک ،بحکم إجراء اللّٰه تعالى العادة،أحوال غریبة فی الشخص المسحور.و معرفة هذه الأسباب من حیث إنها معرفة لیست بمذمومة ،و لکنها لیست تصلح إلا للإضرار بالخلق،و الوسیلة إلى الشرّ شرّ،فکان ذلک هو السبب فی کونه علما مذموما،بل من اتبع ولیا من أولیاء اللّٰه لیقتله و قد اختفى منه فی موضع حریز إذا سأل الظالم عن محله لم یجز تنبیهه علیه،بل وجب الکذب فیه ،و ذکر موضعه إرشاد و إفادة علم بالشیء على ما هو علیه،و لکنه مذموم لأدائه إلى الضرر

الثانی-أن یکون مضرا بصاحبه فی غالب الأمر

کعلم النجوم،فإنه فی نفسه غیر مذموم لذاته،إذ هو قسمان :قسم حسابی،و قد نطق القرءان بأن مسیر الشمس و القمر محسوب، إذ قال عزّ و جل: (الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ بِحُسْبٰانٍ) و قال عزّ و جل: (وَ الْقَمَرَ قَدَّرْنٰاهُ مَنٰازِلَ حَتّٰى عٰادَ کَالْعُرْجُونِ الْقَدِیمِ) .و الثانی الأحکام،و حاصله یرجع إلى الاستدلال على الحوادث بالأسباب، و هو یضاهی استدلال الطبیب بالنبض على ما سیحدث من المرض،و هو معرفة لمجاری سنة اللّٰه تعالى و عادته فی خلقه،و لکن قد ذمّه الشرع

قال صلّى اللّٰه علیه و سلم[1] «إذا ذکر القدر فأمسکوا،و إذا ذکرت النّجوم فأمسکوا،و إذا ذکر أصحابی فأمسکوا».

و قال صلى اللّٰه علیه و سلم[2] «أخاف على أمّتى بعدی ثلاثا:حیف الأئمّة،و الإیمان بالنّجوم،و التّکذیب بالقدر» و قال عمر بن الخطاب رضى اللّٰه عنه:تعلموا من النّجوم ما تهتدون به فی البرّ و البحر ثم أمسکوا .و إنما زجر عنه من ثلاثة أوجه:(أحدها)أنه مضر بأکثر الخلق ،فإنه إذا ألقی إلیهم أن هذه الآثار تحدث عقیب سیر الکواکب وقع فی نفوسهم أن الکواکب هی المؤثرة،و أنها الآلهة المدبرة،لأنها جواهر شریفة سماویة،و یعظم وقعها فی القلوب،فیبقى القلب ملتفتا إلیها،و یرى الخیر و الشرّ محذورا أو مرجوّا من جهتها،و ینمحى ذکر اللّٰه سبحانه عن القلب.فان الضعیف یقصر نظره على الوسائط،و العالم الراسخ هو الذی یطلع على أن الشمس و القمر و النجوم مسخرات بأمره سبحانه و تعالى .و مثال نظر الضعیف إلى