|
اسم الکتاب: مجمع البيان في تفسير القرآن - المجلد ۱
المؤلف: الشيخ الطبرسي
الجزء: ۱
الصفحة: ۱۰۴
(1) - یبتلعها و المستقیم المستوی الذی لا اعوجاج فیه قال جریر : أمیر المؤمنین على صراط # إذا أعوج الموارد مستقیم . الإعراب «اِهْدِنَا» مبنی على الوقف و فاعله الضمیر المستکن فیه لله تعالى و الهمزة مکسورة لأن ثالث المضارع منه مکسور و موضع النون و الألف من اهدنا نصب لأنه مفعول به و الصراط منصوب لأنه مفعول ثان. ـ المعنى قیل فی معنى «اِهْدِنَا» وجوه (أحدها) أن معناه ثبتنا على الدین الحق لأن الله تعالى قد هدى الخلق کلهم إلا أن الإنسان قد یزل و ترد علیه الخواطر الفاسدة فیحسن أن یسأل الله تعالى أن یثبته على دینه و یدیمه علیه و یعطیه زیادات الهدى التی هی إحدى أسباب الثبات على الدین کما قال الله تعالى «وَ اَلَّذِینَ اِهْتَدَوْا زََادَهُمْ هُدىً» و هذا کما یقول القائل لغیره و هو یأکل کل أی دم على الأکل (و ثانیها) أن الهدایة هی الثواب لقوله تعالى: یَهْدِیهِمْ رَبُّهُمْ بِإِیمََانِهِمْ فصار معناه اهدنا إلى طریق الجنة ثوابا لنا و یؤیده قوله اَلْحَمْدُ لِلََّهِ اَلَّذِی هَدََانََا لِهََذََا (و ثالثها) أن المراد دلنا على الدین الحق فی مستقبل العمر کما دللتنا علیه فی الماضی و یجوز الدعاء بالشیء الذی یکون حاصلا کقوله تعالى: قََالَ رَبِّ اُحْکُمْ بِالْحَقِّ و قوله حکایة عن إبراهیم ع : وَ لاََ تُخْزِنِی یَوْمَ یُبْعَثُونَ و ذلک أن الدعاء عبادة و فیه إظهار الانقطاع إلى الله تعالى فإن قیل ما معنى المسألة فی ذلک و قد فعله الله بجوابه أنه یجوز أن یکون لنا فی الدعاء به مصلحة فی دیننا و هذا کما تعبدنا بأن نکرر التسبیح و التحمید و الإقرار لربنا عز اسمه بالتوحید و إن کنا معتقدین لجمیع ذلک و یجوز أن یکون الله تعالى یعلم أن أشیاء کثیرة تکون أصلح لنا إذا سألناه و إذا لم نسأله لا تکون مصلحة فیکون ذلک وجها فی حسن المسألةو یجوز أن یکون المراد استمرار التکلیف و التعریض للثواب لأن إدامته لیس بواجب بل هو تفضل محض فجاز أن یرغب إلیه فیه بالدعاء و قیل فی معنى «اَلصِّرََاطَ اَلْمُسْتَقِیمَ» وجوه. (أحدها) أنه کتاب الله و هو المروی عن النبی ص و عن علی ع و ابن مسعود (و ثانیها) أنه الإسلام و هو المروی عن جابر و ابن عباس (و ثالثها) أنه دین الله الذی لا یقبل من العباد غیره عن محمد بن الحنفیة (و الرابع) أنه النبی ص و الأئمة القائمون مقامه و هو المروی فی أخبارنا و الأولى حمل الآیة على العموم حتى یدخل جمیع ذلک فیه لأن الصراط المستقیم هو الدین الذی أمر الله به من التوحید و العدل و ولایة من أوجب الله طاعته. |
|