مشخصات کتاب فهرست کتاب
«« اولین صفحه    « صفحه قبل   الجزء:    صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
اسم الکتاب: موسوعة الإمام الخميني ۰۳ و ۰۴ (أنوار الهداية في التعليقة على الكفاية) - جلد ۱    المؤلف: الخميني، السيد روح الله    الجزء: ۱    الصفحة: ۵۱   

وبالجملة: كلّ ما ذكر في الآيات و الأخبار: من الآداب الشرعية صراحة أو إشارة، وجوباً أو حرمة أو استحباباً أو كراهة، لها دخالة في سعادة الإنسان وشقائه من قبل الولادة إلى الموت.

هذا شمّة من كيفية وقوع الاختلاف في الأفراد الإنسانية، ولا يكون شي‌ء منها ذاتياً غير معلّل.

و أمّا سبب اختلاف الموادّ الغذائية بل مطلق الأنواع وكيفية وقوع الكثرة في العالم، فهو أمر خارج عمّا نحن بصدده، ولا دخالة له بالجبر والاختيار، بل هو من المسائل الإلهية المطروحة في العلم الأعلى مع اختلاف مشارب الفلاسفة والعرفاء فيه، فمن كان من أهله فليراجع مظانّه، ونحن لسنا بصدد بيان الجبر والاختيار وتحقيق الحال في تلك المسألة؛ فإنّ لها مقاماً آخر، ولها مبادٍ ومقدّمات مذكورة في الكتب العقلية.

في أنّ السعادة قابلة للتغيير وكذا الشقاوة

ثمّ اعلم: أنّ تلك الاختلافات التي قد أوضحنا سبيلها ونبّهنا على أساسها، لم تكن من الامور التي لا تختلف ولا تتخلّف مثل الذاتيات الغير القابلة للتخلّف، بل الإنسان- أيّ إنسان كان- ما دام كونه في عالم الطبيعة وتعانقه مع الهيولى القابلة للأطوار والاختلافات، قابل لأن يتطوّر وأن يتبدّل ويتغيّر؛ إمّا إلى السعادة والكمالات اللائقة به، أو إلى الشقاوة والامور المنافية لجوهر فطرته، كلّ ذلك بواسطة الكسب و العمل.

فالشقيّ الفاسد عقيدةً و السيّ‌ء أخلاقاً و القبيح أعمالًا، قابل لأن يصير سعيداً


«« اولین صفحه    « صفحه قبل   الجزء:    صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
مشخصات کتاب فهرست کتاب