مشخصات کتاب فهرست کتاب
«« اولین صفحه    « صفحه قبل       صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
اسم الکتاب: قيم التقدم في المجتمع الإسلامي    المؤلف: المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء: ۱    الصفحة: ۹۰   

فإن كانت الاولى هي السائدة وصبغتها هي الظاهرة، فذلك هو مجتمع الجبت والطاغوت، وإن كانت الثانية هي السائدة فذلك هو مجتمع الرسالة والإيمان.

وكما أن الإنسان الفرد قد يخضع للمال باعتباره مجسِّداً لقوة الطبيعة في ذاته، ومحققا لأهدافه المادية، كذلك المجتمع قد يقوده المال وأصحابه باعتبارهم مجسدين لتلك القوة الطبيعية.

وقد طرحت البشرية، منذ أن واجهت هذه المشكلة، مسألة كيفية التخلص من جاذبية المال بالنسبة للأفراد، والتخلص من قوة المال كقوة طاغية وحاكمة بالنسبة للمجتمع.

صور متعددة وجوهر واحد

في يوم ما كان الاقطاع مشكلة الإنسان الأولى، حيث كان مالكوا الأرض يستغلون الناس بقوة المال، ويفرضون عليهم سلطتهم المستمدة من ثروتهم، وبالتالي كانت الطبيعة المتجسدة في الثروة هي التي تقود المجتمع.

وبعد أن ثار الثائرون وأسقطوا صنم الإقطاع، لم يلبثوا أن إختاروا لأنفسهم صنما آخر سموه الرأسمالية، وكان ذلك الصنم معبِّرا عن غلبة وتفوق قوة الطبيعة في ذاتهم على قوة القيم.

وثارت الثائرة مرة أخرى، فدارت المعارك وأزهقت الانفس وأريقت الدماء حتى اسقطوا صنم الرأسمالية في بعض البلاد، وزعموا بأنهم قد ارتاحوا نهائيا من المشكلة الحادة في حياة الإنسان، وبعد أن هدأت المعارك وظهرت الحقيقة، فإذا بصنم آخر يُعبد من دون الله وهو صنم الدولة المستبدة والمستغِّلة للمال.

وسواء كانت الثروة بيد الإقطاع، متجسدة في امتلاك الأرض ومن عليها، أو كانت بيد التجار، أو كانت بيد السلطة فإنها هي


«« اولین صفحه    « صفحه قبل       صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
مشخصات کتاب فهرست کتاب