مشخصات کتاب فهرست کتاب
«« اولین صفحه    « صفحه قبل       صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
اسم الکتاب: معالم الحضارة الإسلامية آفاق و تطلعات    المؤلف: المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء: ۱    الصفحة: ۲۲   

الإيمان والبوعث الحضارية

(وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ* وَطُورِ سِينِينَ* وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ* لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ* ثُمَرَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ* إِلَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ* فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ* أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ) (التين/ 8- 1)

ما هي العلاقة المثلى بين الدنيا والآخرة؟ وكيف يجب على الإنسان المؤمن أن يجعل إيمانه بالآخرة متصلًا بحركته بالدنيا، وحركته بالدنيا مرتبطة بإيمانه بالآخرة؟

إن الناس حيال هذا الأمر على عدة أقسام؛ ففريق منهم يفصل بين الأمرين؛ بين حياته في الدنيا وحقيقة الآخرة، فتراهمثلًا- حينما يدخل المسجد يجد نفسه في روضة من رياض الجنة وفي رحاب الآخرة، فهو يتعبد ويذكر اللَّه كثيراًويلجأ الى اللَّه ليخلصه من عذاب نار جهنم، إلا أنه سرعان ما تتغير سلوكياته وتوجهاته القلبية بخروجه من المسجدوهو يذهب إلى خضم الحياة .. إلى السوق .. المعمل .. المدرسة ..، فيتحول- نعوذ باللَّه- إلى إنسان ماكر وكائد، يلهثوراء زخرف الحياة الدنيا، ناسياً حينها أحكام الشريعة وقيم السماء السامية .. إنه يدخل إلى الحياة الدنيا دون أن يلزمنفسه برادع أو كابح.

وفريق آخر من الناس، تجده يترك الدنيا ويتجه إلى الآخرة، ويزعم أنه لو وجد


«« اولین صفحه    « صفحه قبل       صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
مشخصات کتاب فهرست کتاب