|
اسم الکتاب: وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) - جلد ۱
المؤلف: الشهرستاني، السيد علي
الجزء: ۱
الصفحة: ۹۷
ضوء ما سبق عرفنا بأنّ الخليفة كان يريد بناء مدرسة جديدة لها أفكارها و أصولها و قد كان الأمويّون وراء تطبيق تلك الأفكار و الأهداف [1]. و جاء عن أبي سعيد الخدريّ أنّه قال: أخرج مروان المنبر يوم العيد فبدأ بالخطبة قبل الصلاة، فقام رجل فقال: يا مروان خالفت السنّة، أخرجت المنبر يوم عيد و لم يكن يخرج به، و بدأت بالخطبة و لم يبدأ بها. فقال مروان: ذلك شيء قد ترك. و كذا الحال بالنسبة إلى الأذان الثالث، فتراه يخالف فيه رسول اللّٰه و الشيخين. كانت هذه بعض إحداثات الخليفة عثمان بن عفّان المخالفة لسنّة رسول اللّٰه و سيرة الشيخين و أنّه قد أتى بها معتقدا بأنّها ستنجيه ممّا هو فيه من اعتراضات القوم، لكنّ إحداثاته- بنظرنا- كانت هي السبب الأهم في قتله، و أنّ قول نائلة الكلبيّة- زوجة عثمان- حين طاف المهاجمون على عثمان يريدون قتله: إن تقتلوه أو تتركوه، فإنّه كان يحيي الليل كلّه يجمع القرآن [2]، أو قولها: انّه ليحيي الليلة بالقرآن في ركعة، لتؤكّد على أنّ هجوم المنتفضين عليه كان له بعد ديني و هو التشكيك في صلاحيّته و لياقته في إدارة الأمّة الإسلاميّة، و أنّ قول نائلة جاء لنفي هذا الشكّ، فأكّدت بأنّه كان يجمع القرآن و يحيي الليل كلّه في ركعة! تأكيد عثمان على وضوئه و الآن لنذكر دور عثمان البنائيّ في الوضوء. فقد صدرت عنه روايات كثيرة حكاها عن رسول اللّٰه و في أغلبها إشارة إلى ترسيخه لفكرة الوضوء الجديدة، و إليك بعض الروايات: 1- عن حمران بن أبان- مولى عثمان- انّ عثمان توضّأ فمضمض
[1] سيتأكّد هذا في الباب الثاني من المدخل و الفصل الثاني من هذه الدراسة. [2] حلية الأولياء 1: 57. |
|