مشخصات کتاب فهرست کتاب
«« اولین صفحه    « صفحه قبل   الجزء:    صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
اسم الکتاب: منهاج الصالحين - جلد ۱    المؤلف: الوحيد الخراساني، الشيخ حسين    الجزء: ۱    الصفحة: ۱۷   

إنّ الشيء الذي لم يكن ثمّ كان، إمّا أن يكون قد أوجد نفسه، أو أوجده غيره، فإن كان هو أوجد نفسه، فلا يخلو إمّا أنّه أوجد نفسه عند ما كان موجودا أو أوجد نفسه عند ما كان معدوما، فإن كان الأوّل يلزم إيجاد الموجود، و هو محال، و إن كان الثاني يلزم علّية المعدوم للوجود، و هو محال أيضا.

و إن كان الموجد له غيره، فإن كان ذلك الغير مثله غير موجود ثمّ وجد، فحكمه حكم ذلك الشيء بلا فرق.

لذلك، تقضي ضرورة العقل بأنّ كلّ شيء لم يكن موجودا ثمّ كان، لا بدّ أن يكون له موجد ليس للعدم إلى ذاته سبيل.

و بهذا يظهر أنّ كلّ موجودات العالم و تطوّراتها دليل على وجود موجد لها ليس له موجد، و أنّ كلّ المصنوعات و المخلوقات دليل على وجود خالق و صانع غير مخلوق و لا مصنوع.

الطريق الثاني:

لو عثر على ورقة مطروحة في صحراء مكتوب عليها حروف المعجم من الألف إلى الياء بالترتيب، فإنّ ضمير كلّ إنسان يشهد بأنّ كتابة تلك الحروف و ترتيبها ناتجة عن فهم و إدراك.

و إذا رأى على الورقة كلمة مؤلّفة من الحروف المذكورة و كلاما منسّقا من الكلمات، فإنه سيؤمن بعلم الكاتب و فكره، بنسبة ذلك التأليف و التنسيق، و يستدلّ به على علمه و حكمته.

فهل تكوين نبتة من عناصرها الأوّلية أقلّ دلالة على علم صانعها و حكمته من تركيب جملة من الكلام الدالّ بوضوح على علم كاتبه؟!


«« اولین صفحه    « صفحه قبل   الجزء:    صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
مشخصات کتاب فهرست کتاب