مشخصات کتاب فهرست کتاب
«« اولین صفحه    « صفحه قبل   الجزء:    صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
اسم الکتاب: منهاج الصالحين - جلد ۱    المؤلف: الوحيد الخراساني، الشيخ حسين    الجزء: ۱    الصفحة: ۶۴   

الحديث الأوّل:

عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) أنه قال: «إنّا لمّا أثبتنا أنّ لنا خالقا صانعا متعاليا عنّا و عن جميع ما خلق و كان ذلك الصانع حكيما متعاليا لم يجز أن يشاهده خلقه و لا يلامسوه فيباشرهم و يباشروه، و يحاجّهم و يحاجّوه، ثبت أنّ له سفراء في خلقه، يعبرون عنه إلى خلقه و عباده، و يدلّونهم على مصالحهم و منافعهم و ما به بقاؤهم و في تركه فناؤهم، فثبت الآمرون و الناهون عن الحكيم العليم في خلقه و المعبّرون عنه جلّ و عزّ، و هم الأنبياء (عليهم السلام) و صفوته من خلقه، حكماء مؤدّبين بالحكمة، مبعوثين بها، غير مشاركين للناس- على مشاركتهم لهم في الخلق و التركيب- في شيء من أحوالهم، مؤيّدين من عند الحكيم العليم بالحكمة، ثمّ ثبت ذلك في كلّ دهر و زمان ممّا أتت به الرسل و الأنبياء من الدلائل و البراهين، لكيلا تخلو أرض اللّه من حجّة يكون معه علم يدلّ على صدق مقالته و جواز عدالته»

[1]. و فيما يلي نشير إلى بعض المعاني التي تضمّنها كلامه (عليه السلام):

ذكر (عليه السلام) دليل ضرورة بعثة الأنبياء بقوله: (و كان ذلك الصانع حكيما متعاليا ...

إلى قوله فناؤهم)، و معناه أنّ كلّ فعل و ترك و حركة و سكون يصدر من الإنسان، إمّا أن يكون نافعا لدنياه و آخرته، أو ضارّا، أو غير نافع و لا ضارّ، و على كلّ الفروض يحتاج الإنسان إلى معرفة ما هو النافع و ما هو الضارّ و ما هو المصلح و المفسد لدنياه و آخرته، و هذه المعرفة لا تتيسّر إلّا من عند من هو خبير بالرابطة التي بين الأفعال و التروك و صلاح الإنسان و فساده، و محيط بتأثير الحركات و السكنات في حياة الإنسان في الدّنيا و الآخرة، و إنّما هو خالق الإنسان، و خالق


[1] الكافي ج 1 ص 168، باب الاضطرار إلى الحجة ح 1.


«« اولین صفحه    « صفحه قبل   الجزء:    صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
مشخصات کتاب فهرست کتاب