|
اسم الکتاب: منهاج الصالحين - جلد ۱
المؤلف: الوحيد الخراساني، الشيخ حسين
الجزء: ۱
الصفحة: ۷۴
إنّ نفس اتّهامهم للقرآن بالسحر دليل على تسليمهم بإعجازه! لأنّ السحر يرجع بالنتيجة إلى أسباب عادية غير خارجة عن الطاقة البشرية، و قد كان ذلك أمرا مقدورا لهم، و كان السحرة و الكهنة منتشرين في جزيرة العرب و البلاد المجاورة لها، و مع ذلك فقد سجّل التاريخ أنّهم لم يستطيعوا أن يجدوا جوابا على تحدّي القرآن! و بسبب ذلك لجئوا إلى محاولات تطميع النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) بالمال و المقام! و عند ما رفض ذلك، ضاعفوا محاولاتهم لقتله! 2- هداية القرآن نزل القرآن الكريم في عصر كان قسم من الناس ملحدين لا يعتقدون بما وراء الطبيعة، و يرون أنّ الذي يدبّر نظام هذا الوجود المدهش، لا يتّصف بعقل و لا إدراك! أمّا الذين كانوا يعتقدون بما وراء الطبيعة، فكانوا يعبدون أصناما على صور متعدّدة. و أمّا المنتسبون إلى الأديان السماوية، فقد وصفوا اللّه تعالى حسب كتبهم المحرّفة بصفات المخلوقين. في ذلك العصر الذي سجّل التاريخ أنّ أهله كانوا في غاية الانحطاط فكرا و خلقا و عملا، نهض رجل أمّيّ لم يتلقّ العلم من أحد، و كسر أقفال الجهل و الضلالة، و فتح أبواب العلم و الهداية، و أحيا النفوس الميّتة بالحياة الطيّبة، و أخرج الناس من الظلمات إلى النور. لقد دعا الناس إلى عبادة اللّه المنزّه عن كلّ نقص، الذي منه كلّ كمال و جمال، و له كلّ حمد و ثناء، و أعلن أنه وحده يليق للعبادة و أنّ ما يدعون من دونه كسراب |
|