|
اسم الکتاب: منهاج الصالحين - جلد ۱
المؤلف: الوحيد الخراساني، الشيخ حسين
الجزء: ۱
الصفحة: ۸
و اجتماعي، نظير أيّ عضو من أعضاء البدن الواحد، الذي له- مضافا إلى حياته الخاصّة- تأثير و تأثّر متقابل مع سائر الأعضاء. و لأجل هذا احتاج الإنسان إلى نظام و قوانين تحقّق له الحياة الطيّبة، الفردية و الاجتماعية، و تحقّق له السعادة المادّية و المعنويّة. و هذا النظام و تلك القوانين هو الدّين الحقّ الذي يكون الاحتياج إليه ضرورة فطرة الإنسان فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللّهِ الَّتِي فَطَرَ النّاسَ عَلَيْها [1]. ثمّ إنّ لكلّ موجود كمالا لا يمكن الوصول إليه إلّا باتّباع السنّة المعيّنة لتكامله و تربيته، و هذه قاعدة عامّة لا يستثنى منها الإنسان قالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى [2]. 3- أثر الدّين في الحياة الشخصية لحياة الإنسان أصل و فروع، و متن و هوامش، فالأصل ذات الإنسان نفسها، و الفروع و الهوامش متعلّقاتها من المال و المقام و الزوج و الأولاد و الأقارب. و بسبب حبّ الإنسان لذاته و متعلّقاتها صارت حياته مقترنة بآفتين: الغمّ و الحزن، و الخوف و القلق؛ الغمّ و الحزن لما يفقده، و الخوف و القلق على ما يجده خشية أن يفقده. و الإيمان باللّه يزيل هاتين الآفتين من جذورهما، لأنّ الإيمان باللّه العالم القادر الحكيم الرحيم يدفع الإنسان إلى القيام بوظائفه المقرّرة له، و عند ما يؤدّي وظائف
[1] سورة الروم: 30. [2] سورة طه: 50. |
|