|
اسم الکتاب: وضوء عبد الله بن عباس ودور السياسة في اختلاف النقل عنه
المؤلف: الشهرستاني، السيد علي
الجزء: ۱
الصفحة: ۱۱۲
أتباع منع التدوين ، وإليك الآن مجمل الكلام : جاء عن الخليفة أبي بكر أنّه جمع الناس بعد وفاة نبيهم ونهاهم عن التحديث بقوله : « فلا تحدژثوا عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، فمن سألكم فقولوا : بيننا وبينكم كتاب اللّه فاستحلّوا حلاله وحرّموا حرامه » [١] ، وقد أحرق بالفعل مدوّنته الحديثية التي كان فيها خمسمائة حديثا [٢]. ومثله كان فعل الخليفة عمر بن الخطّاب ، فإنّه لمّا بلغه أنّه قد ظهرت في أيدي الناس كتب ، استنكرهها وكرهها وقال : أيّها الناس!! إنّه قد بلغني أنّه قد ظهرت في أيديكم كتب فأحبّها إلى اللّه أعدلها وأقومها ، فلا يبقين أحد عنده كتابا إلاّ أتاني به ، فأرى فيه رأيي. فظنوا أنّه يريد أن ينظر فيها ويقوّمها على أمرٍ لا يكون فيه اختلاف ، فأتوه بكتبهم ، فأحرقها بالنار ، ثمّ قال : أمنية كأمنية أهل الكتاب [٣]. وروي عن يحيى بن جعدة : أنّ عمر بن الخطّاب أراد أن يكتب السنة ، ثمّ بدا له أن لا يكتبها ، ثمّ كتب في الأمصار : من كان عنده منها شيء فليمحه [٤]. وكان عمر بن الخطاب قد استشار الصحابة في تدوين أحاديث رسول اللّه صلىاللهعليهوآله « فأشاروا عليه بأن يكتبها ، فطفق يستخير اللّه فيها شهرا ، ثمّ [١] تذكرة الحفاظ ١ : ٢ ـ ٣ ، حجية السنة : ٣٩٤. [٢] تذكرة الحفاظ ١ : ٥ ، الاعتصام بحبل اللّه المتين ١ : ٣٠ ، حجية السنة : ٣٩٤. [٣] حجية السنة : ٣٩٥ ، وفي الطبقات الكبرى لابن سعد ٥ : ١٨٨ (مثناة كمثناة أهل الكتاب). [٤] تقييد العلم : ٥٣ ، حجية السنة : ٣٩٥. |
|