|
اسم الکتاب: وضوء عبد الله بن عباس ودور السياسة في اختلاف النقل عنه
المؤلف: الشهرستاني، السيد علي
الجزء: ۱
الصفحة: ۸۷
وكان ابن عبّاس غير مستثنى من هذه القاعدة ، حيث أسقط معاويةُ عطاءَه عند تسلّطه على المسلمين ، وكان يلعنه في القنوت بعد علي بن أبي طالب بعد حادثة الحكمين. وقد بسطنا القول عن اتجاهي الرأي والتعبد على عهد رسول اللّه في بحوث متعدّدة لنا ، وقلنا أنّ عامّة القرشيين كانوا من أهل الرأي ، وأنّ ابن عبّاس وعليّا ومن تابعهما كانوا من أهل التعبد. فجاء عن ابن عبّاس قوله : ليس أحدٌ إلاّ يؤخذُ من قوله ويدع غيرَ النبي صلىاللهعليهوآله [١]. وقوله : ألم يقل اللّه عزّوجلّ ( ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )؟ قلت : بلى ، قال : ألم يقل اللّه ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنةٍ إذا قضى اللّه ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم )؟ قلت : بلى. قال : أشهد أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله نهى عن النقير والمزفّت والدباء والحنتم [٢]. وقوله في آخر : ألا تنتهوا عما نهاكم عنه رسول اللّه صلىاللهعليهوآله؟ [٣] وقد ثبت عنه رحمهالله أنّه كان يصحح المفاهيم الخاطئة التي وقع فيها الناس ، فعن أبي الطفيل قال : قلت لابن عبّاس : يزعم قومك أنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله رَمَل بالبيت ، وأنّ ذلك سنة؟ [١] رواه الطبراني في المعجم الكبير ١١ : ٣٣٩ (١١٩٤). وقال الهيثمي ١ ٦ ١٧٩ « رجاله موثقون ». انظر جامع المسانيد والسنن ٣٢ : ٢٦. [٢] رواه النسائي في الأشربة (باب ذكر الدلالة على النهي للموصوف من الأوعية). [٣] اخرجه الإمام أحمد في مسنده ١ : ٣٠٤. واسناده صحيح كما في هامش جامع المسانيد ٣٠ : ٢٢٣. |
|