و مؤلف الكتاب شيخ الإسلام محمد بن عمر بن الحسين 544- 606 ه- 1149- 1210 ه

هو الامام الجليل محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن بن على.

التيمى البكرى. ولد فى مدينة «الرى» و هى قريبة من خراسان. و ينسب اليها فيقال رازى فى سنة 544 ه و مات فى مدينة «هراة» سنة 606 ه و يكنى بأبى عبد اللّه و أبى المعالى و أبى الفضل و ابن خطيب «الرى» لأن أباه كان خطيبا مشهورا فيها. و وصفه الواصفون بأنه كان ربع القامة، عبل الجسم، كبير اللحية، جهورى الصوت، صاحب وقار و حشمة.

و تتلمذ أولا على والده الشيخ ضياء الدين عمر، و لما مات تتلمذ على كثيرين، منهم الشيخ الكمال السمنانى. و قد حفظ فى صغره كثيرا من الكتب منها «المستصفى فى علم الأصول» للامام الغزالى، و «المعتمد» لأبى الحسين البصرى المعتزليّ. و كانت الخلافات المذهبية فى الفقه و فى العقائد قائمة بين الناس تنذر بخطر فى هذا العصر الذي نشأ فيه.

و كانت الفتن السياسية و الحروب فى هذا العصر أيضا يهددان حياة المسلمين. ففيه كانت الحروب الصليبية فى الشام، و فيه كانت محاولات التتار للقضاء على المسلمين. و كان أصحاب الفرق الاسلامية كالشيعة و المعتزلة و الكرامية و الحنابلة يتحاورون بعنف للوصول الى ما هو الحق فى محكم القرآن و متشابهه.

و كان المتصوفة قد بلغوا الى الدرجة القصوى فى افساد الإسلام و تشويه صورة المسلمين فى نظر أعدائهم من أهل الكتاب و غيرهم. حتى اضطر الامام الجليل الحافظ المفسر أبى الفرج عبد الرحمن بن الجوزى، المتوفى سنة 597 ه عليه رحمة اللّه تعالى أن يؤلف فى نقد التصوف أحسن‌