|
اسم الکتاب: شرح عيون الحكمة - جلد ۱
المؤلف: الرازي، فخر الدين
الجزء: ۱
الصفحة: ۴۷
و اذا عرفت هذا، فنقول: علم المنطق يستغنى عنه الأول، و لا ينتفع به الآخر. و أما الثاني فهو أكثر انتفاعا به من الثالث، لكون الثاني مطبوعا، و كون الثالث متكلفا. (و أما) الجواب عن الثالث: فهو أن نقول: هب أن ترتيب كل نتيجة على ما تنتجها، ترتيب ضرورى لكنه لا يبعد فى بعض النفوس أن يتوقف استعدادها لقبول هذا المنتج المستلزم لهذه النتيجة على تعلم هذه القوانين المنطقية. و على هذا التقدير يكون وجه النفع فيه ظاهر. المسألة الثانية فى بيان موضوع المنطق اعلم: أنه سيجىء فى كتاب «البرهان» أنه لا بد لكل علم من شىء، يبحث فى ذلك العلم عن أغراضه من حيث هو هو [6]. و ذلك الشىء هو الذي يقال له: انه موضوع ذلك العلم. و موضوع المنطق: المعقولات الثابتة من حيث انه كيف يمكن ترتيبها الى تعرف المجهولات. فنفتقر هاهنا الى بيان أمرين: أحدهما: تفسير المعقولات الثابتة. فنقول: انا اذا عقلنا السماء و الأرض و الحجر و المثلث، و غيرهم من الماهيات. فانا بعد تعقلنا لهم، نحكم على بعضها بالبعض، بكونها موضوعة و محمولة و ذاتية و أجناسا، و فصولا و أنواعا: أمور زائدة على تلك الماهيات. فتعقل تلك الماهيات (هو) المرتبة الأولى، و الحكم عليها بالأحكام المذكورة هو المرتبة الثانية [7] و هذا هو المراد من قولنا: المعقولات الثابتة.
[6] فذلك: ص. [7] فهذا: ص. |
|