المسألة الخامسة فى (تقسيم العلوم)

ان «الشيخ» ذكر تقسيم العلوم فى أول الطبيعيات. و نحن نشير الى خلاصة ذلك، ليصير كالتفسير لقول الشيخ هاهنا: «هذا الكتاب يشتمل على ثلاثة أقسام: منطقى و طبيعى و الهى».

فنقول: العلم. اما أن يطلب ليكون له معونة فى تحصيل سائر العلوم. و هو المنطق. أو لذاته. و هو اما أن يكون علما بما لا يكون وجوده باختيارنا. و هو العلم النظرى، أو بما يكون وجوده باختيارنا و هو العلم العملى.

و الأول. فهو اما أن يكون علما بما وجوده يكون متعلقا بالمادة فى الخارج و فى الذهن. و هو الطبيعى. أو يتعلق بالمادة فى الخارج، لا فى الذهن و هو الرياضى أو لا يتعلق بالمادة. لا فى الخارج و لا فى الذهن و هو الالهى ..

و أما الثاني. فهو اما أن يكون بحثا عما يعرض للانسان وحده من الفضائل و الرذائل. و هو علم الأخلاق. أو عما يتعلق بالأمور المشتركة و بين خواصه. و هو علم تدبير المنزل، أو عما يتعلق بالأمور المشتركة بينه و بين عامة الناس و هو علم السياسة.

فهذا هو الاشارة الى ضبط العلوم. و أما الاستقصاء فى شرح هذا الباب. فسيأتى فى شرح أول الطبيعيات.