|
اسم الکتاب: فلسفتنا
المؤلف: الصدر، السيد محمد باقر
الجزء: ۱
الصفحة: ۱۸۲
نظرية المعرفة في فلسفتنا والآن نستطيع أن نستخلص ـ من دراسة المذاهب السابقة ونقدها ـ الخطوط العريضة لمذهبنا في الموضوع ، وتتلخّص فيما يأتي : الخطّ الأوّل : أنّ الإدراك البشري على قسمين : أحدهما التصوّر ، والآخر التصديق . وليس للتصوّر بمختلف ألوانه قيمة موضوعية ؛ لأنّه عبارة عن وجود الشيء في مداركنا ، وهو لا يبرهن ـ إذا جرّد عن كلّ إضافة ـ على وجود الشيء موضوعياً خارج الإدراك ، وإنّما الذي يملك خاصّة الكشف الذاتي عن الواقع الموضوعي هو التصديق أو المعرفة التصديقية . فالتصديق هو الذي يكشف عن وجود واقع موضوعي للتصوّر . الخطّ الثاني : أنّ مردّ المعارف التصديقية جميعاً إلى معارف أساسية ضرورية ، لا يمكن إثبات ضرورتها بدليل أو البرهنة على صحّتها ، وإنّما يشعر العقل بضرورة التسليم والاعتقاد بصحّتها ، كمبدأ عدم التناقض ومبدأ العلّية والمبادئ الرياضية الأوّلية [1] ، فهي الأضواء العقلية الأولى ، وعلى هدي تلك
[1] أشرنا سابقاً إلى أنّه (رحمه الله) قد انتهى في كتابه (الأُسس المنطقيّة للاستقراء) إلى إمكان الاستدلال على القضايا الأوّليّة والفطريّة بالدليل الاستقرائي في ضوء المذهب الذاتي للمعرفة ، واستثنى من ذلك مبدأ عدم التناقض ومصادرات الدليل الاستقرائي ، وفي نفس الوقت أكّد أنّ هذا لا يعني رفض المصدر العقلي القبلي لهذه القضايا ، بل إنّما يعني أنّنا حتّى لو استبعدنا العلم العقلي بها يظلّ بالإمكان إثباتها عن طريق الاستقراء . راجع : القسم الرابع من كتاب (الأُسس المنطقيّة للاستقراء) تحت عنوان (تفسير القضيّة الأوّليّة والقضيّة الفطريّة) . (لجنة التحقيق) |
|