مشخصات کتاب فهرست کتاب
«« اولین صفحه    « صفحه قبل       صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
اسم الکتاب: كتاب الإنصاف    المؤلف: ابن سينا    الجزء: ۱    الصفحة: ۳۲   

ذاته و يبحث عن هذا، و أعرض عما لعله يراه من أنه يعقل الأشياء من ذاته و لم يتكلم فى ذلك. ثم نقول: إن كان كونه عاقلا و كونه معقولا مختلفا، فأى الحالين له أفضل؟ فإن فى ظاهر الأمر ليس أن يكون الشى‌ء معقولا هو أن يكون عاقلا، هذا حق، أى ليس يجب أن يكون كذلك فى كل شى‌ء. و أما أن كونه معقولا كيف (هو) مباين لكونه عاقلا، فذلك غير مسلّم بل كونه معقولا هو أن تكون صورته غير مباينة لشى‌ء غير هيولانى؛ و كونه عاقلا هو أن يكون صورة شى‌ء غير هيولانى غير مباين له. فإن كان هذا الشى‌ء ذاته، كان كونه معقولا هو كونه عاقلا، و إن لم يكن ذاته كان المعقول منه شى‌ء و العاقل شى‌ء؛ و إما العقل؛ فلا ثالث فى هذا الموضع، إنما يكون ثالثا فى موضع يكون الذي يعقل فيه شيئا [1] و الذي يعقل فيه شيئا [2]، ثم يكون العقل منه غير الثلاثة، و ذلك لأن العقل إما أنه معنىّ به جوهر الذات الذي من شأنه أن يعقل، فيكون فى ذاته عقلا و بالقياس إلى ما يحصل له زيادة على ذاته عاقلا. فإما أن يعنى به نفس نسبة هذه الذات إلى ما عقل، و إما أن يعنى به قوة هذه الذات و استعداده. و كيف كان، فإنه يختلف فى الذي يعقل غير ذاته، و لا وجود لشى‌ء بعينه، و فى الذي يعقل ذاته، إلا بمعنى أنه الذي يصح أن يعقل صحة تعمّ الوجوب و الإمكان.

ثم يقول: فليس الأمر على ذلك، بل العاقلية و المعقولية فى مثل هذا التعقل واحد.

(الفصل العاشر)

ثم عزم على أن يوضح الحال فى ترتيب الكل من حيث الأفضل و الأحسن، و من حيث النظام و العدل. فيقول ما معناه: ليعلم كيف الخبر أن وجود الصانع و الفاضل فى طباع الكل، أ هو كما نظر قوم أنه مفارق، أو هو موجود فى ذوات الترتيب، أو هو على أنه جنس لنوعين: مفارق و مخالط؟ فإنّا نعلم أن الترتيب الجيد يكون له نظام جيد، و يكون فيه مبدأ هو أول الترتيب، ليس هو لأجل الترتيب بل الجنس و الترتيب كله لأجله.

ثم يقول: و قد ترتبت الأشياء كلها فى طباع الكل على [142 ا] نوع ما، ليس على ترتيب المساواة، فليس حال السباع كحال الطائر، و لا حالها كحال النبات، و ليس مع‌


[1] ن: شى‌ء.

[2] ن: شى‌ء.


«« اولین صفحه    « صفحه قبل       صفحه بعدی »    آخرین صفحه»»
مشخصات کتاب فهرست کتاب