|
اسم الکتاب: كتاب الإنصاف
المؤلف: ابن سينا
الجزء: ۱
الصفحة: ۵۵
إلى قوة [1] دفّاعة للضار غضبية و خوفية، و قوة جلابة للنافع و الضرورى شهوانية غذائية. فكانت بعض هذه القوى تحتاج إليه النفس أولا حاجة [2] الواحد إلى الواحد، و بعضها يحتاج إليه بتوسط الحاجة إلى قوة قبلها و قبلها بتوسط حاجة ثابتة، و خلقت النفس بحيث [3] يصلح أن تفيض عنها فى البدن هذه القوى، فيكون بعضها، و إن كان أولا فى الوجود المادى [4]، أخيرا فى الوجود الصورى. فإن سأل سائل: لم كثرت القوى، و لم انقسمت؟ فالجواب: إن عنيت أنها لم هى مختلفة [5] فى ماهياتها- فليس ذلك لعلة من خارج، فإنها لا يمكن إلا أن تكون كذلك. بلى [6]! إن كان فيها شىء مركب فتكون علته العلة لوجود ذلك التركيب. و أما كون ذلك التركيب ذلك الشىء فلا علة له لاختلاف ماهيات الأشياء من حيث هى ماهياتها، بل لا يمكن إلا أن تكون مختلفة و أوجب لها أن تكون مختلفة [7]. و إن عنيت أنه كيف أمكن أن يوجد عن الواحد أشياء مختلفة الماهيات فنقول: أمكن ذلك بأن أعدّ لها موضوعات مختلفة جاز أن يصدر عن الواحد فيها آثار مختلفة. و إن عنيت كيف وقع إليها قسمة شىء- فما وقع قسمة شىء، فإنه [8] ما انقسم البتة [9] نفس واحدة إلى قوى [10] كثيرة مختلفة. بلى قد تنقسم نفس ما كالنباتية [11] إلى أجزاء متشابهة فى أجزاء متشابهة [12] أو مختلفة؛ و إما أن يكون الواحد البسيط قد انقسم إلى كثرة [13] فلم يعرض ذلك البتة لا للنفس الأول فى ذاتها، و لا لشىء من قوى النفس. الميمر الرابع [14] [1] أورد ضربا من التعريف للحس الباطن ليس على سبيل القياس بل على سبيل المشاهدة التي ليس ييسّر كلّ لها، بل إنما ييسّر لها صاحب النفس بفسالة [15] هذا العالم
[1] : الشرح هنا يتعلق بالصفحات من 44 إلى 50 بدون تحديد لموضع بالذات. [1] دفاعية. [2] إذ لا حاجة [3] صلح [4] فى الوجود المادى أخيرا: ناقصة [5] لم تنمى مختطفة من- و هو تحريف شديد [6] بل [7] و أوجب ... مختلفة: ناقصة [8] فما وقع ... فإنه: ناقصة [9] البتة: ناقصة [10] قوى: ناقصة [11] كالإنسانية [12] المتشابهة [13] كثير [14] الميمر الثالث [15] نفسا له هذا |
|